18 سبتمبر 2025
تسجيللكل فرد منا شخصيته التي تميزه وينفرد بها، فهي عبارة عن نتيجة حتمية لكل التجارب التي سبق له وأن خاضها وطوعت كل ما فيه؛ كي يسير في الاتجاه الصحيح، وهو ما لا يمكن تحقيقه في ليلة وضحاها، ولكنه ما يتطلب من العمر مساحة كافية تسمح بحدوث ذلك، أي أنه ما يمكن بأن يكون لكن شريطة توافر جملة من الأمور، التي يعتلي رأس قائمتها وجود الأفراد الذين سيشاركون صاحبنا حياته في العديد من المواقف، التي لن تعنيه وحده وإن كان المعني فيها، فهي وفي حقيقة الأمر مُقدرة له؛ ليتفاعل معها كما يريد، غير أنه ما لن يتطلب تفاعله وحده بل تفاعل غيره ممن يحمل على عاتقه مهمة معايشة الموقف عينه كما يقتضي الأمر حتى ينتهي كل شيء فتحين لحظة قطف الثمار المرجوة وتحديداً في الوقت المناسب؛ لتكون بذلك التجربة الجديدة التي ستترك أثرها في الفرد؛ لتعينه على صقل شخصيته التي تُميزه وستميزه كما يحب؛ لنصل بذلك لنقطة هامة وأساسية ألا وهي: أن المواقف التي يعيشها الفرد تُساعده على صقل شخصيته، وإن تواجد على الساحة غيره ممن سيُظهر تفاعله أيضاً، الذي ومن الممكن بأن يؤثر على ردود أفعاله ومن الممكن بألا يفعل، فهو ما يعتمد على طبيعة ما يحاول بثه؛ للتأثير سلباً أو إيجابياً عليه، والحق أن للتأثير فوائده، غير أنها لا تكون نافعة كل الوقت، خاصة إن كان بينها ما يميل إلى تحويل مؤشر السير بعيداً عن الخير، الذي تنادي به النفس البشرية السوية، وهو ما سيقودنا لصلب الموضوع الذي نود التحدث عنه في هذا اليوم، ألا وهو نصائح وتوجيهات الآخر.حين قررت خوض هذا الموضوع فلقد فعلت؛ لمعرفتي بأهميته التي جعلته من الموضوعات التي تستحق تناولها وفي هذا الوقت تحديداً، الذي يشهد بداية جديدة تحتاج لقرارات صلبة لصاحب أكثر صلابة منها، لا يتأثر إلا بما سيعود بنفعه عليه، ولا يسمح لأي شيء آخر بأن يؤثر عليه سلباً بتاتاً؛ لأنه إن فعل فسيسمح للآخر باستلام دفة الأمور وتسييرها كما يريد هذا الأخير، مما يعني أن دور صاحبنا قد صار ثانوياً لن يسمح له بفعل ما يجب كما يجب، وهو ما لا ولن يقبله أي فرد منا على نفسه، (نعم) النصائح والتوجيهات مطلوبة؛ لتوضيح الصورة، وتناولها من زوايا مختلفة، ولكن ذلك لا يعني أن نتنازل عن حقوقنا كاملة حتى يُسحب البساط من تحتنا، بل التفكير ملياً في كل ما يُعرض علينا، وأخذ ما يستحق الأخذ به، ثم نبذ وترك ما لا يستحق، فهو هذا ما تتطلبه الحياة وتحتاج إليه، (الحياة) التي تريد الاستمرار ولا تريد انتظارك ما لم تدرك الصواب في الوقت المناسب، وهو ذاك الذي قد تتمكن من إدراكه وحدك وقد لا تفعل، ولا عيب في البحث عنه من خلال غيرك ممن يملك من التجارب ما يضاهي تجاربك حجماً ومقاماً، مما يعني أن نصائح وتوجيهات الآخر ذات أهمية تستحق إدراكها إن كانت ذات قيمة فعلية، وليست مجرد كلمات مطلية سرعان ما سيزول عنها كل ما عليها؛ لتظهر تافهة ودون قيمة تُذكر، والحق أنه ما لن يتمكن من تحديده سواك وحدك، فأنت الأقدر على تحديد ما تريده من ذاك الذي لا تريده ولا تفكر به أبداً، فهل هذا بكثيرٍ عليك؟إن الإجابة عن السؤال الذي سبق أن طرحته يعتمد على الزاوية التي ترى منها الأمور، ويعتمد على ما تود رؤيته من الأصل، وهو ما يعني أن الأمر يعنيك، ومفتاحه هو ذاك الذي تحمله معك كل الوقت، ولك حق اختيار الوقت المناسب، الذي ستستخدمه فيه، وعلى ما يبدو أنه الوقت الذي ستحتاج فيه إلى إضفاء بعض التغييرات عليك، التي ومن الممكن أن تجعلك أكثر سعادة وقدرة على تقديم أفضل ما لديك، وعليه فلندرك التالي من خلال ما قد ورد صفحة (الزاوية الثالثة).من همسات الزاويةكل ما تحققه من نجاحات سيُنسب إليك، وكل ما سيسبقها يعود إليك أيضاً، فانظر إلى ما تمتلكه وتفحصه جيداً؛ كي تعرفه على خير وجه فتتمكن من تسخيره؛ لتحقيق كل مطالبك، التي وإن تحققت فستكون كمن أدرك عام نجاحه، فإن سبق لك وأن فعلت فعلاً فكل عام وأنت بألف خير.