11 سبتمبر 2025
تسجيل*كنت أشاهد في احدى المرات في القناة الفضائية القطرية حلقة عن معالجة النفايات في قطر وأماكنها.. وهذه النفايات بعد تجميعها يتم الاستفادة منها بالطرق العلمية الحديثة وبدل أن تكون مرتعا لمختلف الميكروبات والقوارض يتم تحقيق مكاسب اقتصادية من خلالها وهذا المفروض.. ومن ينظر إلى مختلف الطرق السريعة يرى على جانبيها كم نحن حضاريون ونحافظ على نظافة بلدنا ونُلقي بكل شيء عبر نوافذ السيارة.. وقد تذكرت عندما كنت في المانيا شاهدت البعض يقوم بالبحث في براميل وسلال القمامة التي تراها في كل ناحية من أجل المحافظة على النظافة العامة ونظافة المدينة نفسها، قلت في قرارة نفسي في البداية: يا ترى عن ماذا يبحثون.. إلى هذه الدرجة أحوال البعض المعيشية في هذا العملاق الاقتصادي متردية لدرجة أن البعض يبحث عن الطعام في المزابل أجلكم الله؟ وقلت عمار يا قطر اللي ما خلت علينا قاصر.. ولكن بعد التمعن في هذا التصرف اتضح ان الموضوع شيء آخر غير الذي تصورته.. فهم يجمعون القوارير الفارغة ومن ثم يذهبون بها للسوبر ماركت التي بها مكائن خاصة تستقبل أوتوماتيكيا كل من يضع فيها قاروة مشروبات فارغة وتعطيك فاتورة بها ومن ثم تذهب إلى الكاشير وتأخذ المقابل نقداً أو تشتري بثمنها من السوبر ماركت، شوف حُسن التصرف من هذه الشعوب التي تفكر بكل شيء وتستغل كل شيء وتستفيد منه، من جهة تحافظ على البيئة ومن جهة تُعيد تدوير هذه المخلفات وتحولها إلى ثروة وكم تمنيت أن يكون لدينا في المراكز التجارية مثل هذه الأفكار التي تدل على رُقي هذه الشعوب وإن الكثير مما نرميه يُشكل ثروة لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل!! *أنا والعياذ بالله من كلمة أنا ناديت منذ سنين طويلة الجهات المعنية أكثر من مرة عبر هذا المنبر وناشدتهم بضرورة زراعة البر القطري بالأشجار التي تزدهر في البيئة القطرية.. وقلت ان هذه المخصصات المالية التي ترصدها بعض الجهات للفنانين الذين يأتون من كل حدب وصوب يحملون معهم ما لايفيد لا في دنيا ولا آخرة!! فبأجر واحد منهم يمكن زراعة مئات الأشجار التي سوف يكون لها مردود على الجميع بالخير ويحفظ التوازن البيئي.. والسؤال: هل مازال مسئولو البيئة بعقليتهم القديمة التي تمنع على مرتادي البر زراعة أي شجرة وتضع ذلك من ضمن الشروط؟؟ كذلك نبات القرم الذي يزدهر في مدينة الذخيرة من يوم ونحن صغار نلعب به ينبت طبيعياً وهو سريع التكاثر وأستغرب عندما أرى البعض يقول إنه قام بزراعتة بل الدولة قد تخلصت من الكثير منه كان يسبب للسكان روائح كريهة!! وما لا يعرفه الكثيرون ان في الغابات القرمية التي في شمال الذخيرة تعيش طيور كثيرة وتتكاثر وتبني أعشاشها هناك ونريد من القناة الفضائية القطرية التي تعرض علينا مناظر من بلدان أخرى وتهيم في هوى كل ماهو غريب أن تصور هذه المناظر الخلابة من جزء عزيز من قطر وتعرضها أو ان الموضوع وما فيه بدل تمثيل؟؟!! *البعض يستعرض علينا عضلاته الثقافية وانه قارئ نهم للكتب ويأتي لنا بسير أُناس لم ينفعوا أنفسهم وهو الأهم.. فهم تمادوا في إثارة غضب الله عز وجل وكرسوا حياتهم للسهر وإلهاء عباد الله بما لا ينفعهم لا في دنيا ولا دين ويسرد علينا قصصهم وكأنهم من السلف الصالح وليسوا من الطالح!! والإنسان عندما يتقدم به العمر يجب أن يذهب نحو الناحية التي توثق علاقته بربه أكثر ويسأله عن حسن الخاتمة وليس عن الفنانين وماذا يدور في عالمهم الذي نهاية طريقه مؤلمة نسأل الله منه السلامة.. *عندما يتأمل الإنسان حاله أو غيره وهو يركض وراء الدنيا وبريقها ونعيمها الزائل وقد تُلهيه عن ذكر الله وإقام الصلاة، وكأنه سوف يُعمر فيها وهو لايشبع أبداً أخذ مال هذا وظلم ذاك!! شراهة كبرى في أكل المال الحرام حتى ولو طلاه بطلاء الحلال لكي يراه الناس حسنا وهو مال خبيث أخذه بغير حق؟! ويظل يركض وفجأه يطيح به مرض أو علة لا تمهله الوقت كي يتوب ويصحو من غفلته.. وتكون المأساة الكبرى عندما تحين ساعة الرحيل إلى عالم آخر.. محكمة العدل الإلهية جنة أو نار بينما يتمتع بماله آخرون وهو يسدد فاتورة ذلك فصحيح إن الإنسان لجهولٌ ظلوم!!