14 سبتمبر 2025
تسجيلعندما نتحدث عن إعلامنا الرياضي ، علينا أنْ نحرص على الحديثِ بلسانٍ وطنيٍّ صريحٍ يتحمَّلُ أصحابُـهُ مسؤوليةً تجاه الرياضةِ كجزءٍ من الحضارةِ و الروحِ الـمَدَنِـيَّةِ في بلادنا . لابد من الإقرار بأنَّ برنامج المجلس هو الأكثرُ مُتابَـعةً على قناة الدوري والكاس ، ولذلك نحرص على استمراره كإحدى الواجهات الإعلامية التي نُطِـلُّ منها على الخارج رياضياً ، ونُقَـدِّمُ إليه من خلالها مجتمعنا وإنساننا . على الرغم من قيام خالد جاسم بإدارة الحوار بلباقةٍ إلا أنه يصطدم كثيراً بانعدام لغة الحوار المتحضرة من بعض الضيوف، والتصرفاتِ الـمُسْـتَهْـجنةِ من بعضهم الآخر . وفي حين يوجد ضيوفٌ ذوو خبرةٍ عملية و معرفةٍ علميةٍ و قدرةٍ على طرح الأفكار بأسلوب راقٍ إلا أنَّ الصَّـخَـبَ والصراخَ يجعل وجودهم غير ملحوظٍ فيفقد البرنامج قدرته على تحقيق الأهداف الـمَـرجوة منه . المشكلة التي لا ينتبه إليها الكثيرون ، تتمثل في أنَّ بعض الضيوف كانوا، و لا يزالون ، شخصياتٍ رياضيةً عامةً، و يتصرفون بأسلوب بعيدٍ عن الروح الرياضية، فيقومون بإسكات بعضهم بأسلوبٍ فيه سخريةٌ و تَـحَـدٍّ . و بعضهم لا يستنكف عن القيام بدور المدافع عن نادٍ أو شخصٍ بعينهما، فيتحول الحوار من كونه قضيةً عامةً لتحليل المسار الكروي إلى قضيةٍ صغيرةٍ لا شأن لها تطغى على البرنامجِ و تُحْـدِثُ إثارةً لا تليقُ، متناسين أنَّ جمهوراً كبيراً من الناشئة و الشباب يتابعونهم و يتأثرون بهم و يستقون منهم مبادئ الحوار . بالله عليكم ، هل من اللائق أنَّ الضيفَ الذي لا يعجبُـهُ طَـرْحُ الآخرين لآرائهم يقوم بمغادرة موقع التصوير علانيةً أمام الجمهور ، وكأننا نشاهد مشاجرةً في حيٍّ صغيرٍ، ولا نتابع برنامجاً جماهيرياً لابد فيه من التزامٍ عالٍ بالروح الديمقراطية والرياضية؟ . القولُ إنه برنامجٌ يمتدُّ لساعاتٍ أحياناً ولابد من فيه من روحِ الفكاهةِ و التَّبَسُّـطِ ، لا يستقيم مع الواقع الذي يخبرنا أنَّ روحاً من التسلُّطِ والتحدي والسخرية تَـسودُهُ من قِـبَـلِ بعضِ الضيوفِ، وهي أبعدُ ما تكون عن الفكاهة . فنحن نتابعُـهُ ولدينا تَصَـوُّراتٍ مُسبقةٍ لما سيقولُون و يتصرفون خلاله لأننا اعتدنا منهم ذلك .