11 سبتمبر 2025

تسجيل

ومن العجز ما قتل

01 نوفمبر 2023

يتابع الجميع بكثير من الاهتمام الأخبار عن الحرب في غزة، إلى جانب مشاهدة بعض المؤتمرات الصحفية العاجلة، التي تزيد من القلق والتوتر والصدمة، ومع تزايد مشاهدة هذه الأخبار المليئة بالقتل، وهذه الأحداث المأساوية التي تشعرنا بالعجز. بلا شك الشعور بالعجز والقهر تجاه ما يجري في غزة من أحداث وقصف مستمر بشتى أنواعه، الكثير من الشهداء الأطفال والنساء وكبار السن، وعدم القدرة على تقديم أي مساعدة لهؤلاء الأبرياء. وقد تولد هذه المتابعة المستمرة الضغط المستمر والحزن والقلق النفسي. يدور السؤال متى نصر الله لأهل غزة؟ منهم من يعلم أن الله معهم ومؤيدهم، ومنهم من يقول إنما هذا وهم وهزيمة لغزة، ونظل ندور في حلقة مفرغة من الأسئلة. إن الأخذ بالأسباب، وبالنصر هو ثقة بالله ووعده. ومن الملاحظ أن العدو يظهر مشاهد القصف الناري والغارات الكارثية كنوع من التأثير على نفسية الفلسطينيين، ويخفي عن العالم صورته الحقيقية، وصور الاعتداءات من قوات الاحتلال المروعة والوحشية. إن تعزيز المشاركة الإيجابية في التواصل الاجتماعي، والوقفات التضامنية مع الفلسطينيين بإمكانك مشاركة الأفكار والحقيقة وانتصارات المجاهدين في غزة مع من حولك. وبذلك تشعر بأنك قدمت كل ما تستطيع. لا تلم نفسك ولا الآخرين على التقصير في الاحداث الحالية. أحيانا تجد لزاما عليك تجنب الأخبار والصور المزعجة، وأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي أمر مهم جدا. ولتجنب الشعور بالعجز بالإمكان المشاركة بوسائل التواصل الاجتماعي، في مساندة أهالي غزة، وإنكار لاعتداءات التي يتعرض لها أهالي غزة من جرائم حرب وحشية. ومن صور نصر أهل غزة تفنيد التضليل الإعلامي في الغرب مهم جدا، وإظهار الحقائق التي تدحض الروايات الصهيونية المليئة بالكذب والفبركة، التي تسيء للفلسطينيين، وكل ذلك من أجل كسب تعاطف ومساندة العالم كله ضد الفلسطينيين. في العواصم الأجنبية وعواصم الدول المختلفة من خلال المظاهرات والمسيرات. إن فكرة مناصرة أهل الحق والأرض بمقاطعة المنتجات التي تدعم الحرب ضد الفلسطينيين، والمشاركة بتقديم المساعدات الإنسانية ولو القليل، نصرة للمستضعفين ذات دور كبير في التأثير على العدو. من جانب آخر يبدو أن العجز الذي يعاني منه العدو، أكبر منه مقارنة بالفلسطينيين، نتيجة زيادة الضغط على حكومة نتنياهو لإيقاف هذه الحرب الخاسرة، وأكبر نتيجة ضغط الخوف من هجمات كتائب عز الدين القسام، والهلع من الموت في العمق الإسرائيلي وهذا ما لا تعترف به قوات الاحتلال. بلا شك فإن التوعية الإعلامية لها دور كبير في تقليل الشعور بالعجز، لها أهمية في التأثير على الرأي العام حول العالم. إن التعاطف والتأييد لأهل غزة والتضامن أمر مفروغ منه، وأقل ما يمكن أن نقدمه لهم، نظرا لما تمر به غزة من إبادة جماعية، وقتل جماعي، وقصف بشتى أنواع الأسلحة، ولكن قدرة الله عظيمة لنصر المسلمين. إن هؤلاء الفلسطينيين الذين ناصروا الأقصى في غزة، هم صابرون محتسبون مع حماس، نفوس كبار، نفخر بهم وندعو لهم أن يسدد الله رميهم. إن الشعور بالعجز لا يقارن بشعور الأطباء وكل الطواقم الطبية في مستشفيات غزة بالعجز عندما يضطر لاختيار من ينقذه ليعيش، الشعور بالعجز أصعب لدى أم تفقد أبناءها بلا ذنب، الشعور بالعجز أن تعجز كل حروف الأبجدية عن أن تترجم كل ما يشعر به أهالي غزة. اللجوء لله بالدعاء أمر لابد منه، قال صلى الله عليه وسلم: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء». اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والغلبة والهيبة. كل هذا وبيني وبينكم.