11 سبتمبر 2025
تسجيلألقى سمو الأمير خطاباً فريداً من نوعه قبل أيام بمناسبة بداية دور الانعقاد السنوي الـ 52 لمجلس الشورى لهذا العام شاملاً لكل الأحداث والاهتمامات على الصعيد الدولي والمحلي، وتضمن الكثير من البشريات للمواطنين وأولاها وأهمها أن الدولة تسير في خطة الطريق المرسومة لها حسب الخطط الإستراتيجية الوطنية التي تحقق رؤية قطر 2030م، وهذا هو الهدف المنشود لتحقيق الرفاهية وسبل العيش الكريم للمواطن، أما فيما يتعلق بالصعيد الدولي والأحداث التي تشهدها المنطقة، أكد سموه وبشجاعته التي اعتدنا عليها في مثل هذه المواقف على توجه دولة قطر الدائم نحو السلام والتمسك بالقرارات الشرعية الدولية والسيادة العربية وسياسة الدولة ضد التعرض للمدنيين الأبرياء من أي طرف وتعرض حياة الأطفال الفلسطينيين للقتل والتشريد، وأكد أن ما يجري في غزة أمر خطير، وكانت دعوة سموه للمجتمع الدولي بوقفة جادة إقليميا ودوليا أمام تصعيد العدو الخطير، والذي يهدد أمن المنطقة، ودعا سموه إلى وقف الحرب التي تجاوزت كل الحدود، وما أدلى به سموه في هذا الخصوص يعتبر خطاباً معبراً عن رأي الشعب القطري وما يريد أن يقوله. وتأكيد سموه على بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه وأن الحرب لا تقدم حلاً من أي نوع. البشريات في الخطاب لابد من أن يتعرف كل مواطن على البشريات التي تضمنها خطاب سموه الكريم، وجدير بنا أن نفخر ونبرز هذه البشريات، ومنها إعلان سموه بأن الاقتصاد القطري واصل نموه خلال الربع الأول من هذا العام رغم الصعاب التي يعاني منها الاقتصاد العالمي وتأثيره السلبي على اقتصادات العديد من الدول، وهذه بشارة للشعب القطري من سمو الأمير، كما أكد أن الدولة ستقوم بتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ مبادرات ومشاريع إستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، بالإضافة إلى المشروعات الرئيسية ذات الأولوية لتعزيز الفرص المتاحة أمام القطاع الخاص، وهذا يؤكد على استمرار الدولة في تنفيذ المشاريع العملاقة التي توفر للمواطن القطري سبل العيش الكريم على أرضه، كما بشر سموه الكريم الشعب القطري بنتائج السياسة المالية التي اتبعتها الدولة التي ساهمت في خفض معدل التضخم من 5 % في عام 2022 إلى 3.6 % للنصف الأول من هذا العام. كما بشر سموه باستمرار الدولة في تفعيل بنود تنظيم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في جميع المشاريع ذات العلاقة، بما في ذلك المنشآت الصحية والتعليمية والسياحية، ونوه بأن النمو الاقتصادي الذي ننشده ضمن الاستراتيجية الوطنية الثالثة يعتمد بشكل كبير على مدى الاستثمار في رأس المال البشري خصوصا العاملين في المؤسسات الحكومية لتمكينه من التعامل والتفاعل مع الاقتصاد العالمي القائم على المعرفة والتنافسية، وهذه رسالة واضحة للمواطنين الموظفين بالدولة أن يستشعروا بأن ما يقوموا به من مهام وظيفية يعتبر تفاعلا مع الاقتصاد المحلي وبالتالي مساهمة منهم في تقدم البلاد ونموها وأن التسليح بالمعرفة وزيادة التعلم هو السلاح الذي يتسلح به الموظف بالدولة لتقديم واجباته واستحقاق حقوقه بالكامل، وحث سموه المواطن من موقعه أيا كان على ضرورة إدراكه أهمية دوره ومسؤوليته الاجتماعية وواجباته تجاه الوطن وتوسيع مجال رؤيته واهتمامه ليشمل مصلحة المجتمع والدولة لتحقيق الازدهار والتنمية والذي لا يتأتى من خلال التشريعات والسياسات من أعلى فحسب بل يشمل إمكانيات الموظف وما يقدمه من أجل الوطن. قطر وسيطة للسلام والمحبة بين الشعوب كما أكد على الدور الذي تقوم به بلادنا الحبيبة في جميع المواقف الدولية على تعزيز دورنا الموثوق في الوساطة لصنع السلام وفض النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية وجدد ترحيبه بالاتفاق الأمريكي الإيراني لتبادل المحتجزين، وأكد على عزم الدولة على المضي قدما في تسهيل الحوار بين مختلف الأطراف تعزيزا للأمن والسلم في منطقتنا والعالم، وهذا ما يجعل لدولتنا دورا في إنهاء الحرب الدائرة حاليا في غزة، واسم قطر اصبح يتردد في أي وساطة ستكون بين إسرائيل وأهل غزة فيما يخص تبادل الأسرى والرهائن. كسرة أخيرة نحن كمواطنين مثل الجهات المعنية بالدولة يجب أن ننظر إلى خطابات سمو الأمير كأنها خطط طريق ترسمها قيادتنا يجب تنفيذها والعمل بها مهما كان موقعنا، ويجب أن ننظر إليها في هذا الجانب الذي يخصنا كمواطنين ونطالب الجهات المعنية بالدولة بتطبيق ما ورد فيها من توجيهات وتعليمات خاصة إذا ارتبط الأمر بحقوق للمواطنين أو واجبات المفترض ان نقدمها للدولة، ونعي دائما بأن قنوات تواصلنا مع قيادتنا غير القوانين والأنظمة التي تصدرها الأجهزة المعنية هي هذه الخطابات المباشرة التي يهدف سمو الأمير أن تصل رسائله إلى كل مواطن.