11 سبتمبر 2025
تسجيلوما أجملها من أسماء، إنها أسماء الله الحسنى التي لا تليق أولاً وأخيراً إلا لجلاله جل شأنه وتنزه عن كل نقص، ولو كانت هناك أسماء أفضل منها لظلت له سبحانه وتعالى، وهو الذي أعطى العباد فأكرمهم بنعمه التي لا تعد ولا تُحصى، فكل شيء فيهم وفيما حولهم وفي ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم إلا له ولو ظلوا يعبدونه ليلاً ونهاراً لم يوفوه ولو بجزء يسير من حقه، ومن أسمائه الفذّة الرحيم الغفور الودود فكم يجد الإنسان ربما المذنب أو المقصر الراحة فيها وتبعث في نفسه الأمل والعشم في عفو رب العالمين بشرط التوبة النصوح وألا يتعلق ذلك الذنب بحقوق العباد التي تظل معلقة في الرقاب. وبرغم هذا الكرم الرباني للإنسان، فإن البشر بطبعهم جحودون ناكرون للجميل، فسبحانه أعطى الكثير ولم يترك أي شيء إلا شمله بعطفه وحنانه ورحمته التي وسعت كل شيء، فعطاؤه كبير لا تسعه لا الأرض ولا السماء ولا يستطيع أن يحصيه عقل مهما بلغ من ذكاء، فجزاء الإحسان عند الله هو الإحسان مع أن رب العالمين غير محتاج إلى إحسان أحد، لكن للأسف الشديد لم نعطه سبحانه إلا القليل من حسن العبادة وربما قليل القليل. فلقد مال ميزان البشر المختل للدنيا ومتعها وبهرجتها والركض وراءها، وفي خضم ذلك نسي هذا الإنسان الهدف الذي من أجله خُلق ولم يُفضل الآخرة على الدنيا ولم يعمل لها ولا لذلك اليوم الموعود، مع أن الدين لم يمنع أحد من السعي لطلب الرزق ولا الاستمتاع بنعم الله المختلفة والتي سخرها سبحانه للإنسان كما جعل له طريقين أحدهما موصل إلى حسن الخاتمة والآخر إلى سوء المصير، فعلى الإنسان أن يختار ما يشاء منهما وأن يحرص على أن يكون ماله حلالاً نظيفاً من أي شائبة من ربا أو سرقة واختلاس أو أكل أرزاق الناس بالباطل، فمسكين هذا الإنسان الذي سرق وظلم وفرق وجمع الثروات وهو يعلم أنه لن يأخذ منها أي شيء عندما يأتيه هادم اللذات الذي لن يستثني أحداً من زيارته والتي لا يعرف أحد متى وأين وبأي شكل وبأي صورة ليلاً أم نهاراً فهو مفرق الجماعات وهادم الذات. وآخر الكلام الإنسان يبقى أكثر شيئاً جدلاً عند المصلحة يعمى قلبه قبل عيناه ولم يعد يبصر أو يرى غيرها ولا مانع لديه أن يكذب أو ينافق أو يبدل قناع وجهه أو يخون الأمانة، ف والله هذا الغباء بعينه ما بعده غباء، ويأتي الوريث ويتمتع بكل هذا بينما هو حمل وزره وسدد فاتورته ولكن بثمن صعب جداً جدا.