11 سبتمبر 2025
تسجيلكل دقيقة تمر علينا تُعطينا بقدر ما تأخذ منا، ووحدَه العاقل من يحرص على إحداث التوازن المطلوب؛ كي يتجنب تسرب الخلل إلى حياته، وهو ما يمكن حدوثه متى أدرك ماهية ما سيؤخذ منه؛ ليعرف ـ في المقابل ـ ما سيأخذه، وبين ما يتوجب عليه فعله مع هذا وذاك، تكمن وتكون (قيمة الحياة الفعلية)، التي سيرتفع سهمها متى تحقق ذلك، وكان من صاحبنا، والحديث عن: كل من لن يُقبل على صرف وقته دون حساب، ولن ينصرف خلف الأمور التافهة، ولكنه سيلتزم بتعمير ما لديه من مُهلة زمنية تُعرف بـ (العمر) بكل الأعمال التي ستظل، وإن رحل عن هذه الحياة، بعد أن يحسم الموت أمره. حين يكون الحديث عن الموت، فلا شك بأنه لن يكون عن ذاك الخيار، الذي نملك حق تقبله أو رفضه؛ لأنه ـ وفي الأصل ـ الحق الذي تقف من أمامه كل محاولات التملص؛ كي تُعلن عن عجزها، وتكشف النقاب عن قلة حيلتها، فما نتحدث عنه هو أمر الله، الذي يعلم ما لا نعلم، ويدرك ما تُخفيه كل نفس؛ لذا مهما فعلنا فلابد من أن نتذكر بأن ما سنتقدم به هو ما سنُحاسب عليه، ومن الأفضل أن يكون أفضل ما لدينا، مع أي عمل نقوم به وفي أي مكان نكون فيه. حياتنا مسرحية، والموت هو ذاك المشهد الذي لا ينتهي حتى يطرح هذا السؤال: ما الذي قدمته لحياتك؟ والحق أن ما يستحق إجابة حقيقية تعتمد على ما نملكه من وقت، لابد أن نتعلم كيفية استثماره، فهو الوحيد القادر على تصحيح ما اقترفناه من أخطاء؛ أقبلنا عليها من باب التهاون، ولن يكون تعديل وضعها صعباً متى تواجدت الإرادة؛ كي تحسم الموقف، ونبدأ من بعدها بفعل ما يُرضي الخالق (لا) ما يُسعد الخلق.