15 سبتمبر 2025

تسجيل

دابق والموصل ما بعد "داعش"

01 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد انتهاء أسطورة داعش التي روجت لها منذ تأسيسها حول معركة "آخر الزمان" في المدينة السورية "دابق"، انجلت البروبجاندا التي لطالما روجت لها، والتي حاولت إقناع المنضمين إليها ومن لديهم الاستعداد للانضمام لها بأن داعش يقاتل في حرب بالنيابة عن المسلمين جميعا. لكن التطورات الأخيرة التي أدت إلى خسارة التنظيم مدينة "دابق" على يد المعارضة السورية وبدعم من القوات التركية سوف تنهي التنظيم وصورته كما نعرفه، لكن لن ينتهي التنظيم وامتداده العسكري كليا. التنظيم الذي لن يعترف بخسارته، قلل من أهمية خسارة "دابق" رغم أن أحد مرتكزات الأيدلوجيات التي يقوم عليها داعش هي معركة آخر الزمان في دابق، بالإضافة لتسميتهم مجلتهم الناطقة بالإنجليزية التي تروج للتنظيم باسم المدينة. بطبيعة الحال سمى داعش خسارته "انسحابًا"، ولم يكتف بهذا الأمر بل شبه التنظيم جنوده بأصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى إن الأمر وصل بأحد المنضمين للتنظيم بالقول على حسابه في تويتر إن البغدادي رأى الرسول في المنام وأمره -صلى الله عليه وسلم- بالانسحاب. بالطبع تصريحات التنظيم تؤكد أنه تلقى هزيمة معنوية وأيديولوجية بددت آماله في دولته المزعومة، لكن لا يزال خطره قائما. أما الموصل، التي تعتبر من أهم معاقل تنظيم "داعش" في العراق فموضوعها يختلف، فحتى إن هزمت داعش ودق المسمار الأخير في نعشها، فإن هذا الأمر وإن قوّض امتداد التنظيم وهزمه إلا أنه لا يعني انتصارًا كُليًا، صحيح أن خسارة الموصل لداعش تعني خسارة أسطورة الخلافة في العراق، إلا أن وبسبب مشاركة ميليشيا الحشد الشعبي فإننا قد ننتهي من إرهاب أيديولوجي لنبدأ فصلا من إرهاب أيديولوجي آخر مبني على الطائفية، فغير مستبعد القيام بأعمال عنف انتقامية بالأخص في تلعفر بالإضافة إلى جرائم التطهير العرقي من قبل الحشد، خصوصا أن الحشد لا يمانع قادته من التصريح دون خجل بنواياهم، كما صرح قيس الخزعلي أمين عام تنظيم "عصائب أهل الحق" وهو أحد فصائل الحشد الشعبي، بأن الهدف من تحرير الموصل هو "الانتقام والثأر من قتلة الحسين"، لذا ينتظر الموصل مستقبل غير مبشر حتى وإن انهزم تنظيم داعش.بانحسار داعش وخسارته المناطق التي سيطر عليها، ينبغي الاستعداد لمن سيملأ الفراع بعده، فمن المؤكد أن هنالك جماعات جديدة ستنبثق، وعمليات فردية سوف تشن، بالإضافة إلى الصراعات الطائفية التي تشير كل المؤشرات إلى أنه لا يمكن تفاديها، كل تلك السيناريوهات ينبغي وضعها في الحسبان.