13 سبتمبر 2025
تسجيللا شك بأن النمل تلك الحشرات المتناهية فى الصغر لديها من الأفكار ما يعجز عنه فكر الانسان الذى كرمه الله بنعمة العقل لكنه شُغل بالدنيا والحياة المادية مما أثر على أفكاره التى عشش عليها عنكبوت الفساد ونسج خيوطه فى كل مكان فكان الاخفاق حليف الدول على مختلف المستويات، فظلت مكانك سر. فهذا النمل تلك الحشرة التى فى نظرنا ربما تكون تافهة ندعسها بالأقدام دون أن ندرى أو لا ندرى لديها وفاء لمستعمراتها تعمل بكل جد واجتهاد وصدق وأمانة ولا تسرق من المال العام! تؤمن الاكتفاء الذاتى لسكان المستعمرة حتى لو فقدت حياتها فى سبيل ذلك لكى يعيش الآخرون وقت الازمات أو تبدل فصول السنة التى يشق عليها الخروج فيها فتبقى فى أماكنها بمأمن من ذلك وقد وفرت احتياطيا استراتيجيا للأيام الحالكة وما يسد حاجتها فهى لا تكل ولا تمل من العمل لمثل هذا اليوم ولديها بُنى تحتية قوية تم تخطيطها بعناية فائقة. أما بنى يَعرُب برغم هذه السنوات الطويلة وهذه البحور من الثروات الهائلة التى ملأت بنوك أوروبا لدى البعض وهيهات أن تعود والتى تبنى بنى تحتية ليس لها مثيل؟ فاذا سألنا ربنا أن ينزل علينا الغيث فلم يستجب فهذا كرم ولطف منه ورحمة أو أنزله بكميات قليلة أو كثيرة فى أماكن برية بعيدة عن التجمعات السكانية لكى لا نغرق وتجرفنا السيول، فنظام التصريف عندنا فى عالمنا ليس له مثيل، حتى فى أوروبا لا يوجد له مثيل،،فعندنا اذا هطلت الأمطار خلال دقائق تجدها انسابت كنسيم الصباح عبر فوهات التصريف لتصب فى مكان بعيد فى مخازن أرضية أُعدت منذ زمن طويل للاستفادة القصوى منها. فتلك الصور التى رأيناها عبر الفضاء المفتوح لدول غنية ودول كبيرة تجمعت فيها مياه الأمطار وتجولت داخل المساكن وفى بعضها امتزجت بمياه المجارى ونشرت روائح الفل والعبير!! فمسكين المواطن العربى حتى مدخراته الداخلية الوحيدة التى له حرية التصرف فيها ويدفع بها كل صباح لا يجد المكان المناسب يرميها فيه ويستريح فهى ما تبرح إلا عادت اليه فى صور شتى ونشرت الأمراض من حوله!! فأكثر من يتعلم من أخطائه هو المسئول العربى ويطورها ويتلفاها فى المستقبل واذا رأيت مشروعا جميلا وكلف الكثير من الملايين فى ليلة وضحاها يأتى آخر ويأمر باجراء عمليات تجميل ليس فى محلها فيريد أن يكحلها فيعميها!! وفى بعض الدول من أجل الهروب من الواقع أو لطمأنة الحكومة والناس ترى الحفريات والعلامات واللمبات التحذيرية فى كل مكان وكل شارع الكل يحفر ويخرب ويترك المكان مشوها والبعض جعل من مشاريع مُكلفة بلا منافذ لتصريف مياه الأمطار وكأن أخانا يعلم الغيب بأن الأمطار لا تأتى والفيضانات غير واردة!! ففى الحقيقة هذا المخطط ذكى جداً أراد أن يوفر على الدولة بعض الملايين فهو للأسف الشديد أخذ الكنز وترك العنز بينى وبينكم من هو راعى الشركة أو كفيلها فكل الشركات الكفيل الظاهر والحقيقى ضمير مستتر والدولة كما يقولون تضخ كل اسبوع مليارا فأين يذهب ربما أكله الفأر؟ وبرغم الهزال الذى أصاب الميزانية فمرت علينا أيام ذهبية نسينا فيها أنفسنا وفتحنا فيها كل المواسير الى درجة أن سالت أوديتنا فى ظل تضييع الأمانة وفى غياب الحس الوطنى وترى الرجل غير المناسب يتدخل فى كل شيء مع ان بعض المشاريع لايجوز أن يفتى فيها إلا ذوو الاختصاص.وآخر الكلام رغم المشاريع الكثيرة وتسخير الدولة المال اللازم لها وزيادة إلا أن الزحمة كما هى وكلما انفكت عقدة طلعت أخرى ناهيك عن الأخطاء التنفيذية!! لكن لا يسعنا إلا أن نقول كما قال البعض من مسئولينا الزحمة فى كل مكان فى العالم كما فى حالة الأخطاء نتحمل المسئولية لكن الأموال التى تضيع والأضرار والجهد من يتحملة طبعا الشماعة الدولة والعيب فينا.