19 سبتمبر 2025

تسجيل

محاربة الفساد

01 نوفمبر 2015

تظهر التقارير التي تصدرها منظمة الشفافية الدولية في إطار عملها المتواصل لدفع جهود مكافحة الفساد في جميع أنحاء العالم، مدى الحاجة الى الالتزام الذي تشارك فيه كل قطاعات المجتمع في الدول المختلفة لمواجهة ازدياد معدلات تفشي الفساد وانتشاره على نطاق واسع. كما تشير الى أهمية وضرورة تعزيز الجهود المبذولة في هذا الاتجاه.وفي هذا الاطار، فإن الجائزة الدولية التي تحمل اسم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى لمحاربة الفساد والتي أعلن عنها سعادة الدكتور علي بن فطيس المري، النائب العام ومحامي الأمم المتحدة أمس في افتتاح الاجتماع الثامن للجمعية العمومية للرابطة الدولية لهيئات مكافحة الفساد المنعقد في مدينة سان بطرسبورغ بجمهورية روسيا الاتحادية برئاسة دولة قطر، تؤكد مدى الالتزام الذي يبديه سموه في المشاركة في قيادة الحملة العالمية لمحاربة الفساد. وهي ، أي الجائزة، تظهر التقدير الكبير من صاحب السمو للجهود التي يقوم بها البعض في مجال محاربة الفساد على المستوى الدولي.إن الحرب على الفساد هي عملية طويلة ومستمرة، تحتاج الى إرادة سياسية قوية والى شراكات فاعلة في المجتمع والى وسائل متنوعة تعمل بشكل تكاملي، بدءا من اعتماد مبدأ الشفافية باعتبارها خير وسيلة لفضح الممارسات الفاسدة والحد منها. والى جانب الشفافية، يبدو من الأهمية بمكان إشاعة ثقافة النزاهة، وتشريع القوانين ذات الصلة وتقوية المؤسسات المعنية بمحاربة ومكافحة الفساد وإطلاق يدها ومنحها الاستقلال لملاحقة مرتكبي جرائم الفساد.ومع كل هذا ينبغي على المؤسسات التربوية والمجتمع المدني وأجهزة الإعلام ورجال الدين والمفكرين وقادة المجتمع أن يتقدموا الصفوف للمشاركة في زيادة الوعي بمخاطر الفساد وتعزيز منظومة القيم الدينية والأخلاقية في المجتمعات. ومن المؤكد أن الجائزة الدولية لمحاربة الفساد والتي تحمل اسم سمو الأمير، تأتي كنموذج لما ينبغي على القادة في العالم أن يقوموا به لخير الشعوب.