11 سبتمبر 2025
تسجيلكل ما تخرج به من حياتك يمكن بأن تطلق عليه (تجارب)، وكلما زاد رصيدك من تلك التجارب، كلما بينت للعالم كم تبلغ من العمر حقيقة، ولا أقصد بذلك ما يمر عليك خالياً دون إجراء جنس التعديلات عليه، ولكن كل ما يخضع لمعالجتك الحقيقية له، فطريقة معالجتك تخرج منك بما يُعبر عنك، وتكشف للآخرين ما تكون عليه، والآن فلنقف على رأس هذه المقدمة، ونرى طريقة معالجتك للكثير من الأمور التي تدور من حولنا جميعاً. 1 — هي أيام تلك التي تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك، وهي ذاتها تلك التي تتمتع بفضائلها، وكل ما تفرزه من أعمال لها من الأجر الضعف وبإذن الله تعالى متى كانت منا، فهي وبحكم الطبيعة تلك الممتدة حتى ذاك الحين، وتتطلب وفي المقابل اهتماماً حقيقياً لا وهمياً، وحرصاً يؤكد ذاك الاهتمام الذي لابد وأن نكرسه فعلاً من أجل هذه الأيام الفضيلة التي تسبق العيد ولابد وأن نتسابق فيها ومن خلالها نحو فعل الخيرات سراً وعلانية، بدلاً من التسابق لكن نحو الأمور الدينية التي لا تمت للدينية بصلة تُحسب عليها لتعترف بها أصلاً. إن ما يحدث وبكل أسف يخجل من نفسه هو انخراط البعض منا وانغماسه بأمور لا وزن لها، والجري خلفها بلهفة تلتهم عقله؛ ليبرر بذلك ابتعاده عن جادة الصواب التي تميز الألوان وتفصلها، فنعرف الأبيض من الأسود، والصواب من الخطأ، والحلال من الحرام، والحق من الباطل، وما يجوز من ذاك الذي لا يجوز، وكل ما يكون ويكون ضده، وبين كل ما سبق قد نقف أحياناً وقفة حائرة متأرجحة يغلبنا فيها الخوف من أن تغدو جائرة إن تمادينا بالتفكير بما لا يليق رغم أن ما يليق يقف وبحزن بانتظار ما يلقفه من اهتمامنا وبكل اهتمام، ولكننا نمرق ذاك الوضع بوضع ما نملكه من تفكير في شؤون يمكن بأن نعتبرها تافهة لا حق لها بأن تكون، ولا حاجة لي بأن استشهد بمواقف وقفت وبكل عظمة كعظمة تسد الحلق؛ لتجمد حركة السير التي تعني المتابعة؛ لأننا وبكل اختصار ندرك تماماً ما تكون ومتى كانت أصلاً، ويكفينا من هذا كله بأن نُكثف الجهود ونتفرغ لهذه الأيام والتسابق فيها بعمل الخيرات التي لا تكون لنا وحسب بل تمتد لمن حولنا، وذلك حين نبثها وننشرها؛ ليدركها الجميع، وبكل وسيلة مُتاحة توفر لنا ذلك، وهو ما يأخذني صراحة نحو الحديث عن النقطة التالية. 2 — نجد أحياناً أن الحديث عن التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة يأخذ جانباً واحداً فقط، وهو ما خضته أيضاً منذ فترة، فتحدثنا جميعاً وبصوت أقرب لأن يكون متحداً عن نقطة جمعتنا واجتمعنا عليها، وهي أن بعض تلك الوسائل وما تتيحه من برامج تخرق منظومة الأخلاق القيمة لبرودة التواصل الذي تفرضه بين الأفراد، خاصة حين يتعلق الأمر بصلة الرحم، والحاجة إلى (التواصل الحميم) بين الحين والآخر؛ ليمتد أو يتقلص بحسب ما يكون منا له. إن ما سأخصه اليوم هو الحديث عن بعض تلك البرامج التي يمكن بأن نستغلها جيداً، لكن بعد توجيهها للاتجاه الصحيح الذي ننشر من خلاله كل الإيجابيات التي يتوجب علينا القيام بها في هذه الأيام الفضيلة وغيرها من الأيام التي تستحق منا التعرف على كيفية تسخير كل ما نمتلكه من طاقات؛ لتوظيفها فالخروج بأكبر كم من الفائدة لنا ولمن حولنا، فالواقع أننا في زمن نتنفس فيه الجديد أكثر من الهواء الذي يتوافر لنا، لكننا ورغم ذلك نبخل بذاك الجديد الذي نتنفسه، فلا نهذبه ونشذبه بشكل لطيف يسمح بأن نقدمه للآخرين فيتعرفوا منه ومن خلاله على ما يضيف لهم، ويرفع من رصيدهم المعرفي في هذه الحياة. خلاصة القول: سارع بعمل الخير لك وللغير، فالدال على الخير كفاعله، وإن كنت تملك من العلم ما يكفي لأن تُنير به عقل غيرك فافعل وأكرمه به كي يُجدد من نفسه، ويدرك قيمة وجوده في الحياة. كلمة أخيرة وحدك أنت من يحدد ما تملكه، ووحدك أنت من يدرك رصيده من هذه الحياة؛ لذا فلن تأخذ إلا ما تريده، وعليه فكر كيف تستثمر وقتك بالفضائل، وكيف تنشرها لغيرك فيستثمر وقته مثلك؛ ليتضاعف الأجر للجميع، وكل عام وكل الأمة الإسلامية بخير. ومن جديد راسلوني بالجديد:[email protected]