14 سبتمبر 2025

تسجيل

حتى وإن ظهرت النتائج بعد حين...

01 أكتوبر 2016

ما يُميز العمل الجماعي الذي تتكاتف من أجله كل الجهود المُخلصة وتنصب في قالب واحد يسعى إلى تحقيق ذات الهدف هو أن النتائج التي تلحق به -وإن طال الوقت قبل أن يكون ذلك- تبدو رائعة جداً ومُشرفة حين تكون وتتجاوز كل التوقعات والتكهنات السابقة وتأتي فيما بعد؛ كي تكسر قوالب نبذها ورفضها التي فرقعها الخوف منذ البداية المُطلقة، وهو ما يتحقق فعلاً ويمكننا إدراكه متى بذلت الأطراف المعنية والمسؤولة (بحق) خالص جهدها في سبيل تحقيق ذلك دون أن تلتفت لـ (بريق النجاحات الذاتية)، الذي قد يُغري البعض ويُشجعه على اللعب في الملعب بشكلٍ فردي يضرب –أهمية الأداء الجماعي وما يسعى إليه- عرض الحائط وكل ذلك؛ كي يتذوق كل فرد لذة النصر حين يفوز بالكأس وحده، وتُنسب كل الانتصارات إليه دون غيره، مع أن العمل قد بدأ جماعياً ويجدر به أن ينتهي كذلك، ولعل ما يقف لذاك العمل بالمرصاد ويمنعه من تحقيق المُراد منه هو غياب الاتفاق الذي سيبدو كـ (لعنة) تُهدد أمن وأمان تحقيق تلك الانتصارات كما يجب، والحق أنه يؤثر فعلاً إلا أنه ما لا يُبرر لكل من ينتمي لفريق العمل الاستسلام لتلك اللعنة والسماح لها بأن تؤثر عليه؛ ليخوض اللعبة وحده وذلك؛ لأن الهدف المُراد تحقيقه أكبر بكثير من أن يتم تجاهله؛ ليُقذف في أقرب سلة مهملات، ستبتلع الكثير ولن تتوقف عن ذلك طالما أنها وجدت من يسد جوعها بوجبات دسمة ما كان من المفترض بأن يتم التخلص منها حتى وإن كان المُقابل أفضل من ناحية الشكل وليس المضمون وللأسف الشديد.إن ما يهمنا أمره فعلاً هو أن ندرك أن العمل الجماعي الذي يشغل كل فرد منا ويستحق منا الالتفات إليه هو الالتزام بعملية التعليم على خير وجه يضمن لنا مخرجات لائقة تليق بكم الجهود المبذولة، التي وكي نحافظ على جودتها فإنها تستحق منا إيجاد كافة الطرق وتسخير كل الوسائل في سبيل تحقيق ذلك؛ بعيداً عن جو (المشاحنات) التي تنجم بفضل الخلافات الوارد وجودها؛ ليبدو الأمر طبيعياً وصحياً في بعض الأحيان، ولكنه ما لا يعني الإسراف فيه، ولدرجة الجري خلف تلك الخلافات التي لن تصل بأي متورط فيها إلى أي مكان سواه ذاك الذي يبث الفشل ويُتاجر به؛ لتنتهي الحكاية متى قبلت الأقدام تلك العتبة ولحقت بفشل ذريع يبتعد تماماً عن الهدف الأساسي من العملية التعليمية ألا وهو الخروج بأفضل المخرجات التي لن تُحسب نتائجه للمدرسة فحسب، ولكن لكافة الشرائح وعلى المدى البعيد، وتحديداً حين تتحول تلك المخرجات لطاقات إبداعية سيتم تسخيرها للعمل في مختلف المجالات التي ستنهض بالمجتمع ومن فيه.قد تبدو الحكاية طويلة جداً، وقد يبدو للبعض أن بلوغ آخر الصفحات التي ستصل بنا إلى النهاية المحتومة هو أصعب من أن يُحتمل؛ لذا نجد مُبررات القفز بخطوات فردية سريعة وقد شحذت نفسها؛ كي تكون فيسعى كل من يريد الفوز لتحقيق هدفه وحده دون أن يلتفت لغيره ممن يحتاج إلى التوجيه، الصبر، والقليل من الدعم القادر على تحقيق الهدف المُراد، الذي خصصنا من أجله هذه الصفحة؛ كي ندرك المزيد مما يمكنكم تقديمه في سبيل تحقيقه، وعليه إليكم ما هو لكم أصلاً.من همسات الزاويةمهما كان ذاك الدور الذي يقع على عاتقك فتأكد أنك وإن التزمت به كما يجب، فستكون قد ساهمت في إنجاح كامل المهمة على خير وجه، وتذكر بأن العمل لا يعتمد على ما تنجزه فقط، ولكن على ما يظهر منك، يُعبر عنك، يُحسب عليك، وسيُدون في سجل تقدمك وتطورك الإنساني أولاً ومن ثم المهني.