10 نوفمبر 2025
تسجيلدعوة روسيا حول مكافحة الإرهاب في سوريا والقضاء على "داعش"، تتجاهل السبب الرئيسي فيما وصلت إليه الأحوال التي تخطت معايير الكارثة الإنسانية، لتكون أكبر مأساة تشهدها المنطقة العربية بعد نكبة فلسطين عام 48، لتنضم إلى سجل الازدواجية العالمية تجاه قضايا أمتينا العربية والإسلامية.ولا شك أن السبب الرئيسي فيما وصلت إليه سوريا، هو الأسد ذاته الذي قتل أكثر من ربع مليون سوري ببراميل متفجرة وغازات سامة، وهو ما حذر منه سعادة الدكتور خالد العطية وزير الخارجية من أن خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الأسد، الذي لايزال يواصل ارتكاب مجازره ضد الإنسانية، وسط صمت دولي ودعم إيراني روسي لا يخفى على أحد، فالأسد مجرم حرب يجب تقديمه هو ونظامه إلى محكمة جرائم الحرب الدولية. إن قضية الشعب السوري ليست التنظيم بل النظام .. النظام السوري المجرم العابث بدماء الأبرياء، فـ"داعش" نتيجة لا سبب، فما لم تتم معالجة جذور القضية السورية، فلا يمكن أن يجبر الشعب السوري على محاربة داعش، فالنظام هو نفسه من أوجد هذا التنظيم.دعوة روسيا مراوغة مكشوفة واستهلاك للوقت وجواز مرور دولي للدفاع عن الأسد المحاصر في دمشق، ومحاولة لاسترداد بعض ما حققته المعارضة من انتصارات، وهو ما ستعمل روسيا على تحقيقه على أرض المعركة في الأيام المقبلة، رغم نفيها المشاركة بقوات برية أو في الحرب ضد المعارضة .الثورة السورية في مفترق طرق، روسيا وإيران تتآمران، وأمريكا والقوى الغربية تتهرب من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية، والعرب في معظمهم مصدومون من الموقف الدولي والبقية منهم متآمرون مع عصابات بشار وضد أي تجربة ديمقراطية في العالم العربي، سوى ديمقراطية الدماء، والضحية في النهاية هو الشعب السوري، الذي يتعرض لحرب إبادة ممنهجة على أيدي عسكر البعث الممانعين لأي حياة كريمة.