15 سبتمبر 2025
تسجيلجهدت سنين القحط أدعو صحابيا وأرسم وجه الغيم يحدو شتائيا وأصرخ ملء الليلِ هذي قصائدي توافدن أبياتاً وعدن قوافيا وكان انتظار الغيم ديدن أمّةٍ وكان انتظارُك في الملمّات زاديا فلا أنتِ بلّلت الصباحات بالمنى ولا حسرات الغيم جئن بواكيا أكاد أقول :" يميناً لَنِعم السيدان" ولكنّي انتظرت، فالغد سيبدي لنا أسباباً نؤجّل فيها طقوس المدح والقدح، صحيح أن عبساً وذبيان :" تفانَوا ودقّوا بينهم عطر" الكيمياوي الرخيص، ولكنّ الصحيح أيضاً أنكما لم تتداركاها، بل أعدتما المتصارعين إلى دائرة الحلبة. أكاد أقول: هذه النار لا تسكت إلاّ بنفاد حطبها، نحن لم يبق عندنا حطب، فمن أينَ ينسكب الحريق؟ أكاد أقول: تعالوا نمُت بحبّ، نتبادل الشظايا والصواريخ والملاجئ، تعالوا نفلِّ خريطة المِلل والنِّحَل، و نشهر خوفنا في كلّ ليل. اكاد أقول: لي دمي ولكم دمي أيضاً، هناك كنت أدلّل الانتظار، وأرتكب الأمل، وهناك كنت أعبر ليلي مثل قمر كسول، وهناك تشتبه عليّ المراثي، فأحمل طباشيري كأي معلّم يكتب حكمة اليوم لأكتب اسمك. *** الجمل الذي كنْتُه/ الجمل العابر مهيباً صامتاً .. وكُنتُهُ / الجمل المثخن بلون وحيد/ الجمل المرسوم بخيوط التطريز على مخدّات أمهاتنا / الجمل في براري التاريخ الغامضة/ هل كان عليّ ألّا أصرخ طيلة هذا الوجع لكي أظلّ جملاً؟ ** أعرف أن دمي دمعي، و ندائي ذبلانُ، و بلادي جُثّةْ، أعرفُ أنّكِ تبتعدين، في نرد الكلمات وأوجاع المدن الرثّة، و البحر الماكث في عينيك حزينٌ، والمهر الصاهل في صوتك بردانٌ وحزينٌ، والنخلة تمشي في وجع يديك حزينةْ، أعرفُ .. كيف تشدّ الريح وثاقك، كيف ترجّ الطفلة في الملجأ قوس يديك وكيف تبلّل أحداقَكِ، كيف نجا الدوري من عاصفةٍ حين أوى إلى كفيك، أعرف كيف تلمّين جراح المنفيين، و تسوقينا ولداً ولداً للذبح، و أجهشت بنا، أعرف كيف يمر الخيط الأبيض في سمّ الخياط ، وكيف يفرّ الموتى من صخب الناجين. ** على قدر طفولتهم يأتي الصاروخ، وعلى قدر أنوثتها يأتي النخّاسون، وعلى قدر النكبة يأخذنا التّجار إلى مزاداتٍ بعد مزادات.