17 سبتمبر 2025

تسجيل

لا أنسى هذا اليوم

01 أكتوبر 2012

أعود إليكم بعد فترة غياب استمرت أكثر من شهرين حيث كان آخر نشاط صحفي لي قبل التوقف الاضطراري هي سلسلة المقالات اليومية كانت أيام في الجزء الرابع والتي توقفت بعد انتهاء إجازة العيد الماضي فقد توقفت الزاوية اليومية التي هي أمامكم وأتشرف بقراءتها وعبر هذا المنبر الحر من دار الشرق حيث التوجه العام لدولة قطر بأهمية التواصل العربي فقد كانت لكلمة سمو أمير البلاد المفدى حفظه الله في الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث دعا لدور العرب في إنقاذ الدم السوري ومن هذا المنطلق وبما أن (الشرق) تهدف لتوحيد كلمة العرب والصوت العربي نتشرف بأن نكون ضمن كتابها ننقل لكم ما يدور في الساحة الرياضية واليوم نعود بعد توقف إجباري لظرف طارئ أحمد الله على انتهائه على خير وشاكرا ومقدرا كل من وقف معي داعيا من المولى بأن يحفظكم الله ويرعاكم أينما كنتم.. واليوم أعود بكم إلى الذاكرة حيث هوايتي ورغبتي الشديدة ولا أدري لماذا تذكرت واقعة أليمة وحزينة مازالت في أذهاني لا أنساها على مدى الدهر لأنها ارتبطت بفترة هامة من مسيرة الأمة بأكملها وتتمثل برحيل الرئيس جمال عبدالناصر في أمس الأول أي منذ 42 عاما قبل أن يعلن خبر وفاته الرئيس الراحل أنور السادات بساعات في مصر حيث تم تأخير إعلان الوفاة في الجمهورية ومازلت أتذكر المشهد. حيث كنت طالبا في مرحلة الابتدائية في مدرسة المهلب بدبي وأثناء فترة الراحة أي الاستراحة (الفسحة) والعبد لله كان يستعد للتعليق على مباريات الفصول حيث تميزت مبارياتنا المدرسية آنذاك بنشاط وحيوية وفعالية فالتجربة المدرسية زمان كانت مفيدة بشكل إيجابي حيث كنا نشارك بالأفضل واليوم نشارك ونخدع الناس بلاعبين طلبة وهم غير طلبة نشارك بهم في الدورات المدرسية في أيامنا هذه وتلك الفترة كنا مجموعة من الطلبة صغارا ونعود إلى رحيل عبدالناصر وجدنا فجأة عودة الهدوء للحياة المدرسية وفجأة توقفت الأنشطة وبدا على الأساتذة البكاء دون أن نعرف شيئا أو سببا واحدا لأننا لا نعرف ماذا يدور حولنا يخرج علينا الأستاذ المربي جمعة غريب يخرج وهو يلبس نظارة سوداء حزين يقود سيارته الفيات فرنسية النوع ونحن صغار لا نعرف ماذا يجري من حولنا وجمعة غريب هو من قاد تدريب منتخب الإمارات في دورة الخليج العربي الرابعة عام 76 بالدوحة بعد أن تعرض المدرب الأساسي اليوغسلافي تاديتش لأزمة قلبية خلال منافسات كأس الخليج التي مازال الناس يتغنون بها فنيا وجماهيريا. وبعد فترة سمعنا بالاسم جمال عبدالناصر هذا الاسم الذي ظل في مخيلتنا فقد كنت أرى صورته يوميا حيث جدتي رحمها الله تضع صورة الرئيس الزعيم في منزلنا الواقع خلف شارع نايف بدبي بمنطقة ديرة وعندما رجعت وجدت البكاء في بيتنا الصغير علامات استفهام دارت برأسي ببكاء لا يتوقف من جانب أغلى وأعز الناس.(جدتي) رحمها الله أذكر من كان بالمنزل جدتي وخالي رحمهما الله صاحبا الفضل علي بعد الله سبحانه وتعالى أصابنا الفزع فتلك المشاعر الحزينة استمرت بمرور الزمن وتبقى في الذاكرة من لوفاة رجل يصادف رحيله مرور تلك الفترة الطويلة فكلما تبعد السنوات بينك وبين الأحداث تكون الرؤية أوضح وأعمق. وقد أحببت عبدالناصر برغم أنني لم أعرف تجربته إلا بعد أن كبرنا وبدأنا نقرأ عن رئيس لأكبر دولة عربية مثل أبناء جيلي. ربما أحببنا شخصيته الكاريزمية. فجمال عبدالناصر. بشر له أخطاؤه وله حسناته كحال الإنسانية. ولست هنا في وضع مقارنة بينه وبين غيره من رؤساء مصر الحبيبة التي أتمنى لها الاستقرار وعودة الحياة وبالأخص الرياضية وهو القطاع الذي يهمني والذي أعرف فيه. ها نحن عدنا ننشد المصلحة العامة للرياضة العربية عامة والخليجية على وجه الخصوص وننشد الإصلاح وتصحيح الأخطاء.. أكرر تقديري وشكري لكل الأحبة من بادر واتصل واطمأن نعود إليكم.. والله من وراء القصد.