رحلة قطر الرقمية إلى المستقبل

في حفلها البهيج مساء أمس، أكدت دولة قطر أن «رحلتها الرقمية إلى المستقبل» لم تكن مجرد شعار، بل حقيقة واقعة جسدتها على أرض الواقع بشراكة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع شركة مايكروسوفت،عندما أطلقت أول منطقة مراكز بيانات سحابية واسعة النطاق، وهي المنطقة الخامسة والخمسون لشركة مايكروسوفت على مستوى العالم، وستنضم إلى أكبر بنية تحتية سحابية في العالم مما يعزز القدرة التنافسية لدولة قطر على المستويين الإقليمي والعالمي وبما يرسخ مكانة البلاد الرائدة في مسيرة التحول الرقمي. افتتاح منطقة مراكز بيانات مايكروسوفت السحابية، هذا الحدث الضخم الذي حشدت له الجهات المختصة الموارد والإمكانيات الكفيلة بنجاحه وبدأت تحضيراته في عام 2017 من خلال مناقشات مكثفة وإيجابية جدا مع شركة مايكروسوفت توجت بتوقيع اتفاقية لإنشاء المراكز في شهر يوليو من عام 2019، ليس حدثا محليا فحسب، بل هو حدث عالمي بكل المقاييس. فهذا الإنجاز الرقمي المتطور سيساهم في تعزيز نمو الاقتصاد المحلي، ودعم جهود الدولة لتحقيق التنوع الاقتصادي، وتبني المواهب واستقطاب الاستثمارات الخارجية، وإلى جانب ذلك هي محطة مهمة في مسيرة تحول دولة قطر إلى مركز رقمي متطور ورائد في منطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث استلهمت هذه المسيرة خريطتها من رؤية قطر الوطنية 2030 الرامية إلى إرساء اقتصاد وطني متنوع وتنافسي. إطلاق هذا المشروع العالمي ونحن على بعد أقل من ثلاثة أشهر من انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 يبعث رسالة ثقة واطمئنان على جاهزية البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية لخدمة البطولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وتقديم تجربة لا تنسى على كافة الأصعدة». وفوق كل ذلك ترسيخ مكانة قطر كرائدة في التحول الرقمي ومركز للابتكار، حيث ستمكن منطقة مراكز بيانات مايكروسوفت السحابية في قطر الشركات من جميع الأحجام وفي جميع القطاعات، من تسريع الابتكار والتنوع الاقتصادي انسجاما مع رؤية قطر الوطنية 2030، مما يعد استثمارا طويل الأمد يمنح اقتصاد قطر الرقمي ميزة تنافسية، ويؤكد على الثقة في مكانة دولة قطر بين الدول الرائدة رقميا في الشرق الأوسط وإفريقيا والعالم.