11 سبتمبر 2025

تسجيل

العام الدراسي بين ذاك القلب وهذا القالب

01 سبتمبر 2015

العلم هو المقياس الذي يترجم ارتقاء الشعوب لسلم المعارف التي ترفع من شأنها وتُعزز من مكانتها حتى تبلغ درجة من التميز لاشك ستُميزها عن غيرها؛ لذا يُقبل عليه كل من يسعى إلى ارتقاء ذاك السلم بشكل فردي أو جماعي؛ مستنداً في سعيه إلى تلك الحقيقة المرجوة، ولعل ما يكون منه ومن غيره هو ما يُبرر توجهنا جميعاً وفي نهاية المطاف؛ لربط أعوامنا بالدراسة، حتى وإن لم نكن لنرتاد المدارس؛ لتحتوينا فصولها وتضمنا مقاعدها، والدليل أن حياتنا تختلف وبشكل جدي وجذري بمجرد أن يعود الطالب للدراسة وعلى كافة المستويات، وذلك بعد أن تعلن تلك الأخيرة (والحديث مازال عن الدراسة) عن عودتها وبقوة؛ معتمدة في ذلك الأمر على كل الوسائل والوسائط المُتاحة وبصوت صارخ يرج كل الزوايا حتى تتأكد من أنها قد وُفقت في مهمتها، ولعلنا ندرك ذلك جيداً بحكم معايشتنا له في كل عام، مما يعني أن الأمر ليس بجديد علينا، فهو يحمل ذات القلب، ولكنه يُجدد ذاك القالب الذي يحتويه في كل مرة، ولعل ما يستحق منا الوقوف عليه هو إدراك القالب المتجدد لهذا العام. إن التحدث عن العودة للمدارس وتلك الحقيقة المرتبطة بها، والتي تبدأ وتكون مع بداية العام الدراسي يظهر في البداية وكأنه لا يعني ولا يخص إلا كل من قد تورط فيه، بمعنى كل من يسلك ذاك المسار العلمي، الذي لا يمس الآخرين ممن ينفصلون عنه بضع خطوات لا تفصلهم (إن أردنا الحقيقة)، ولكنها تُبعدهم لأسباب يمكن إزاحتها بسهولة متى أردنا ذلك، حتى يتسنى لنا التقدم بمشاركة فعالة للعملية التعليمية، التي لا تعتمد على جهود بعض الأطراف المعنية، ولكن تكاتف جميع الأطراف المسؤولة عن تقدم وازدهار المجتمع فكرياً، وهي المهمة التي لا يتنصل منها أي مسؤول يتمتع بقدر كاف من المسؤولية، التي تحثه على التدخل بمشاركة ستنهض بالعملية التعليمية؛ كي ننعم بمخرجات سيفتخر بها الجميع إن شاء الله ذلك، حتى وإن تكللت تلك المهمة بكثير من العقبات والظروف القاسية التي ستقدم لنا ثمار كل ما قد اجتهدنا من أجله في نهاية المطاف كما خططنا له وقررنا أن يكون منذ البداية المطلقة. التعليم مركبة لابد وان تسير في الاتجاه الصحيح؛ لذا وكي ‏تسير تلك المركبة كما يجب، فلابد وأن نسير كما يجب، دون أن نستخف بما علينا من مهام، أو أن نُقلل من قيمة كل عمل يتوجب علينا القيام به مهما كان حجمه، خاصة وأن حجم المهمة لا يؤثر عليها ولكن الرغبة الحقيقية التي تقف من خلفه ذاك الحجم هي ما ستؤثر عليه وعلى كامل المهمة، الرغبة المعتمدة على الاجتهاد الحقيقي الذي يجدر بنا توقعه من الأطراف المعنية وغيرها ممن تتمتع بالكثير من المسؤولية، المطلوب تواجدها على أرض الإنجازات العظيمة، التي ستخرج من رحم التعليم، ولا يمكن أن تُنسب لسواه، وتستحق من الكل بذل كل الجهود المطلوبة؛ لتسيير مركبة التعليم في الاتجاه الصحيح، وهو ما يمكن حدوثه إن غرس كل واحد منا في رأسه حقيقة واحدة وهي أن دوره لا يقل أهمية عن غيره في هذه العملية، التي ومن الممكن بأن تنجح على خير وجه إن بذل كل ما بوسعه في سبيل تحقيق ذلك دون أن يلتفت للنفوس المحبطة التي لا تهتم إلا بالتراجع، ولا تنشغل إلا بالتفكير بالأسباب الوهمية التي تضعها من أمامها فيضيع الوقت معها ومن أجلها دون أن تتمكن من الالتفات لكل عظيم يقف من خلفها ويمكن أن يمدها بالأفضل إن فكرت فيه وركزت عليه، فهو كل ما يستحق منا الانشغال به وبشكل فعلي، لن نخرج منه إلا بكل خير يمكن أن يُحسب لنا إن شاء الله. أحبتي سبق لي وأن تحدثت عن القالب المتجدد، الذي سيرفع من قيمة التعليم ذاته، ولا يمكن أن نمضي في هذا العام الدراسي دون أن نلتفت أو أن نُشير إليه، وهو ذاك الذي ومن أجله سنبتلع كل الصعاب أياً كانت؛ لأنه (أي ذاك القالب) يجعلنا نتذكر على الدوام ما نفعله دون أن نغفله أو أن نُبخسه قيمته، التي تؤكد لنا أن كل خطوة نقوم بها بثمن سنسترده في الوقت المناسب وبشكل مناسب لن نشعر معه إلا بالفخر، فهل منا من يرغب بتحقيق ذلك ويحرص عليه فعلاً؟ ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]