26 سبتمبر 2025
تسجيل* الكلاسيكو الأسباني بين برشلونة وريال مدريد أصبح "كلاسيكو العالم" وليس الكرة الإسبانية فحسب ففي كل أنحاء العالم باتت تردد أصداء الكلاسيكو الأيبيرى الذي لفت الأنظار وبات محط اهتمام ومتابعة الجميع إلى الدرجة التي جعلت لقاء ريال مدريد وبرشلونة بمثابة البطولات الكبرى مثل كأس العالم أو الأمم الأوروبية التي لا تأتي سوى كل أربع سنوات. * حقا هي المتعة والإبداع الكروي الذي لم تكن لتتحقق له كل هذه الأهمية والألق لولا أن العملاقين الإسبانيين أصبحا يستأثران بأعظم نجوم كرة القدم في العالم وكذلك المدربون الكبار الذين يشكلون مع هؤلاء اللاعبين لوحة رائعة من الإمتاع والإشباع الفني الكروي الذي يبحث عنه عشاق كرة القدم في كل أنحاء العالم، والذين انقسموا إلى كاتلونيين ومدريديين فالأرض كلها موطن لكرة القدم، * الأربعاء الماضي كان موعدا جديدا مع الكلاسيكو الثاني في الموسم الكروي الاسباني الجديد، وقد ابتسمت فيه الكرة للنادي الملكي الذي لعب على أرضه في السنتياجو برنابيو وبين جماهيره المحبة التي احتشدت وملأت المدرجات، ولم يخيب رجال الملكي ظن الجماهير المدريدية العاشقة وردوا الصاع للبرشا الذي أنهى الذهاب في الكامب نو في دياره الكاتلونية فائزا بثلاثية مقابل هدفين، وفاز الملكي بهدفي جونزالو هجواين ورونالدو مقابل هدف وحيد لكنه بديع ورائع وساحر من ليونيل ميسي. * الريال حقق الفوز وانتزعه من براثن البارشا الذي احتكر البطولات في المواسم الماضية بفضل تشكيلته الرائعة التي تضم أفضل اللاعبين في العالم بقيادة الثلاثي المذهل ميسي وتشافي وأنييستا الحائز على لقب أفضل لاعب في أوروبا الموسم الماضي، وفوز الريال لم يكن مفاجأة، ولا أمرا مستبعدا فالملكي بدوره يضم نخبة من أبرز المواهب الكروية التي انتجتها الكرة العالمية بقيادة البرتغالي الرائع كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة وايكر كاسياس، وهناك الكثير من المعطيات والتي كانت تؤشر قبل المباراة إلى أن رحلة البارشا إلى البرنابيو لن تكون مجرد نزهة، وهي لم تكن كذلك في يوم من الأيام رغما من أن الهزيمة التي مني بها برشلونة أمسية الأربعاء هي الأولى منذ العام 2008 للفريق الكاتلوني على أرض البرنابيو. * لعل أهم الأسباب التي دفعت المحللين لتوقع فوز الريال في المباراة هو البداية السيئة للفريق في الليجا الإسبانية والتي يحمل الريال لقبها وقد انتزعه أيضاً من برشلونة بعد ثلاث سنوات عجاف من الحرمان من التتويج، ففي المباراة الأولى للريال على أرضه في البرنابيو خرج الفريق بتعادل باهت مع خفافيش فالنسيا بهدف جوناس الذي حدث بسببه الاصطدام المدريدي الكبير بين كاسياس وجزار الريال بيبي والذي فقد الأخير على إثره الذاكرة بشكل مؤقت قبل أن يعود بكل قواه للتتويج بلقب السوبر عبر البوابة التي يحلم بها دائما المدريديون وهي البوابة الكاتلونية، ثم كانت الطامة الكبرى للفريق الملكي بسقوطه أمام جاره المدريدي الصغير خيتافي وخسارته نقاط المباراة في الوقت الذي كسب فيه برشلونة مباراتيه الاثنتين أمام ريال سوسيداد وأوساسونا ليتسع الفارق النقطي بين العملاقين مبكرا في ظل صراع طويل وشاق في الليجا الجديدة، كما كانت هزيمة الذهاب في السوبر بمثابة الدافع المعنوي الكبير للريال الذي لا يريد أن يضيف إلى سجله في الموسم خسارة جديدة أمام برشلونة بالذات واستمرار النزيف. * من أهم المعطيات التي وقفت إلى جانب الريال في "محنته" المبكرة ذلك الهدف الذي أحرزه مهاجمه انخيل دي ماريا مستغلا خطأ فادحا للحارس فكتور فالديز مضيقا الفارق إلى هدف واحد فقط بعد أن رفع حصيلة فريقه من الأهداف المحرزة في أرض الخصم، لذلك فإن خطأ فالديز الذي يتكرر في ملاعب كرة القدم فإنه لم يكن السبب الوحيد الذي حقق عن طريقه الريال لقب السوبر الإسباني، وإنما هي عزيمة أبناء الملكي ومن خلفهم مدربهم " السبيشل ون " مورينيو الذي كسب معركته الأولى أمام غريمه الجديد تيتو فيلانوفا. * خطأ فالديز الذي استغله دي ماريا سمح للريال بالمرور إلى منصة تتويج السوبر. * إنه قانون انخيل دي ماريا ضد اليأس ولمعاقبة الحراس.