تداعيات اغتيال إسماعيل هنية

اغتيال الدكتور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، يعكس السلوك الإسرائيلي المستهتر والسياسة المتهورة لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، والتي تواصل جرائمها الشنيعة التي تجاوزت كل حدود، دون حساب لعواقب هذه الأفعال التي من شأنها جر المنطقة بأكملها نحو الفوضى والانفجار الإقليمي الشامل. وجاءت الإدانة الصادرة بأشد العبارات من دولة قطر لاغتيال الدكتور إسماعيل هنية، في طهران، باعتبارها جريمة شنيعة وتصعيدا خطيرا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي والإنساني، وتحذيرها من أن استمرار السلوك الاسرائيلي المستهتر سيؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام، بجانب الرسالة الواضحة التي وجهها معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عبر حسابه الرسمي في منصة اكس، وتساؤلاته حول مغزى نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، للتأكيد على أن السلام الإقليمي والدولي ليس بحاجة فقط لشركاء جادين، وانما بحاجة أيضا إلى موقف دولي حازم ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة. إن الحراك القطري على أعلى المستويات وتحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والذي بدا ماثلا في الاتصالات واللقاءات التي كان مركزها الدوحة أمس، وشملت أطرافا عديدة من بينها الولايات المتحدة وايران وجمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، حيث انخرط معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في مناقشات واسعة ركزت على تداعيات عملية اغتيال هنية، هو حراك يأتي امتدادا للأدوار الحاسمة والمهمة التي تلعبها دولة قطر من أجل تحقيق السلام الإقليمي الدائم، وادراكها لخطورة هذه التداعيات على استقرار المنطقة.