18 سبتمبر 2025

تسجيل

التحليلُ النفسيُّ لظاهرةِ ضاحي خلفان 

01 أغسطس 2018

ضاحي خلفان، الناطقُ غيرُ الرسميِّ باسم القيادةِ الإماراتيةِ يقومُ بالتغريدِ داعياً العربَ للاتحادِ والوقوفِ ضد العدوِّ. لكنَّ العدوَّ عنده ليس الكيانَ الصهيونيَّ، وإنما هو قطرُ والشعوبُ العربيةُ المتطلعةُ للحريةِ والكرامةِ، وحماسُ، وكلُّ عربيٍّ ومسلمٍ في قلبه ذرةٌ من عزةٍ وإباءٍ. إنه ظاهرةٌ جديرةٌ بالدراسةِ والبحثِ، للوصولِ إلى أسبابها الحقيقيةِ، كما سنفعلُ في النقاطِ التاليةِ:   1) السجونُ النفسيةُ في الإماراتِ: ضاحي، ينطقُ معبراً عن توجهاتِ إمارةِ أبو ظبي التي تتحملُ الأوزارَ السياسيةَ والأخلاقيةَ لكلِّ ما يردده في تغريداته، فالإماراتُ ليستِ السويدَ أو الكويتَ، مثلاً، حتى نقولَ إنَّ هذا المهرجَ يتحدثُ من تلقاءِ نفسه في أجواءٍ ديمقراطيةٍ، وإنما هي دولةٌ بنتْ معتقلاتٍ نفسيةً في عقولِ وقلوبِ مواطنيها، ونثرتِ المالَ الحرامَ أمامهم، فهم إما مسجونٌ في زنازينِ الخوفِ يصمتُ طلباً للسلامةِ، أو شريفٌ عالمٌ مثقفٌ نطقَ بالحقِّ فأُلقيَ به في المعتقلاتِ، أو شخصٌ بلا كرامةٍ وأخلاقٍ كضاحي الذي يلهثُ لإرضاءِ قيادته رغبةً في المالِ الحرامِ والحظوةِ عند الحكامِ.     2) الأنا الإماراتيةُ المتضخمةُ: الإنسانُ المتزنُ يعيشُ بسلامٍ بين الأنا؛ و هي العقلُ والإدراكُ اللذانِ يضبطانِ سلوكه من خلالِ التحكمِ في رغباته وحاجاته، والأنا العليا؛ و هي الضميرُ المتضمنُ للقيمِ والأخلاقِِ. وعندما تتضخمُ الأنا وتسيطرُ عليه سيطرةً مطلقةً، كما هو حالُ القيادةِ الإماراتيةِ، فإنه يصبحُ مستهيناً بالأخلاقِ، مزدرياً للدينِ، ساعياً لتحقيقِ رغباته دون مبالاةٍ بالأضرارِ الجسيمةِ التي تصيبُ الآخرينَ جراءَ ذلك. ولأنَّ القيادةَ لم تزلْ متمسكةً بالحدِّ الأدنى من صورتها الجيدةِ أمامَ شعبها والعربِ والمسلمينَ، فإنها تطلقُ ضاحي وأمثاله ليقولوا ما لا يليقُ بالكرامِ الشرفاءِ قوله، حتى إذا لامها أحدٌ قالتْ إنه يتحدثُ بلسانِ حاله، وإنها بريئةٌ منه.    3) سياسةُ إخمادِ الحرائقِ: السياساتُ القمعيةُ داخلياً، والرعناءُ المتصهينةُ خارجياً للقيادةِ الإماراتيةِ، أشعلتْ حرائقَ هائلةً أتتْ على رصيدها المعنويِّ في قلوبِ العربِ والمسلمينَ، وامتدتْ إلى شعبها الذي ينتظرُ تغييراً في سياساتها يعيدُ إلى بلاده مكانتها. ورغم إدراكها لمخاطرِ تلك الحرائقِ فإنها تقومُ بشغلِ شعبها بقضايا مكذوبةٍ كما هو الحالُ في حصارِ بلادنا، مما يجعلُ من ضاحي أداةً مهمةً، لأنه غوغائيٌّ، سطحيُّ التفكيرِ، منعدمُ الأخلاقِ، يستطيعُ بتفاهته لفتَ أنظارِ الإماراتيينَ بعيداً عن قضاياهم الحقيقيةِ، ويبعدهم نفسياً عن قضايا أمتيهم العربيةِ والإسلاميةِ. لكن ذلك لن ينفعَ، لأنه مجردُ إخمادٍ للحرائقِ التي يظلُّ جمرها متوهجاً تحتَ الرمادِ، والأجدى بالقيادةِ أن تُهمدَ النارَ بإصلاحاتٍ حقيقيةٍ تطفئُ الحرائقَ تماماً.   4) الاغترابُ العقائديُّ: ضاحي هو إحدى الواجهاتِ الإعلاميةِ التي تعكسُ اغترابَ القيادةِ الإماراتيةِ عن الإسلامِ والعروبةِ. فالقيادةُ تسعى جاهدةً ليكونَ لها دورٌ في المنطقةِ، لكنها تعتقدُ أنَّ نجاحها ليس مرهوناً بالتزامها بقضايا الأمةِ وتحقيقِ مصالحِ الشعوبِ، لذلك تجتهدُ في تجريمِ الفلسطينيين وإظهارهم كإرهابيينَ، وإبرازِ الصهاينةِ كمسالمينَ وأصحابِ حقوقٍ تاريخيةٍ. وتفعلُ ما بوسعها لتحطيمِ الاعتزازِ الوطنيِّ في نفوسِ اليمنيينَ والليبيينَ، وشرذمتهم. وبالطبعِ، فإنَّ جهودها تصطدمُ بالجدارِ الصلبِ من الانتماءِ للإسلامِ والعروبةِ في نفوسِ الإماراتيينَ، مما جعلها تندفعُ بقوةٍ لتحطيمه من خلالِ نشر ِ الاستهانةِ بكلِّ القيمِ والمبادئ، وتستخدمُ ضاحي وأشباهه لينالوا من الأعراضِ بصورةٍ مباشرةٍ فيها تحقيرٌ للشعوبِ، ونشرٌ للكراهيةِ والأحقادِ. ففي تغريدةٍ له قبلَ أيامٍ، تحدثَ بصورةٍ لا أخلاقيةٍ عن رجلٍ إماراتيٍّ متزوجٍ بقطريةٍ، مما جعلَ العربَ جميعاً يهاجمونه ويهاجمونَ الإماراتِ، لكنه لم يحذفها، ولم يعتذرْ، مما يشيرُ إلى رضا قيادةِ بلاده عن انحطاطه، وكأنها تقولُ بلسانٍ خفيٍّ إنه ينطقُ بما في نفسها.      5) الشعورُ بالهوانِ والضآلةِ: وهو من أشدِّ الأمراضِ النفسيةِ التي تعاني منها القيادةُ الإماراتيةُ. فعلى الرغم من مئاتِ ملايينِ الدولاراتِ التي أنفقتها لتشويه صورةِ بلادنا، قيادةً وشعباً، فإنَّ مكانةَ بلادنا دولياً، وقوتها المعنويةَ في أوساطِ الشعوبِ تتعاظمانِ باضطرادٍ، ومكانةَ الإماراتِ تتهاوى، ويزدادُ شعورُ قيادتها بالهوانِ، فلا تجدُ متنفساً لها إلا بما ينعقُ به أبواقها كضاحي.