11 سبتمبر 2025

تسجيل

كل ما يتطلبه الأمر القليل من الاهتمام

01 أغسطس 2015

جمال العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض يعتمد على ما نُقدمه لها؛ كي تكون جميلة، قوية، وصامدة لا تستسلم لمزاجية الظروف الصعبة بسهولة، أي تلك التي نتعرض لها بين الحين والآخر فندرك معها مدى صلابة ما يجمعنا بغيرنا من علاقات ستخضع للمزيد من الاختبارات كلما طال عمرها وامتد أكثر؛ لنكتشف معه ذاك العمر ما لنا وما علينا، فنُغير ما يستحق التغيير، ونُبقي على أفضل ما كان منا، تماماً كما هو الحال مع العلاقة الزوجية، التي تحتاج إلى الكثير من التفاهم والتعاون ومن قبل كل شيء الكثير من الاهتمام وذلك؛ كي تصمد وتعيش طويلاً، فإن لم يكن لها ما تريده، تظاهرت بامتلاكها لكل ما تفتقده حتى حين متى قُدر له بأن يمضي في طريقه انتهى كل شيء وكأنه لم يكن أبداً، وحتى يصل أصحاب الشأن إلى تلك المرحلة فلاشك أن العلاقة التي تربطهم ببعضهم البعض ستكون قد خضعت للكثير ومرت بالكثير مما زج بها وبهم إلى تلك النهاية التعيسة، التي لن يدرك مدى تعاستها سوى من قُدر له بأن يعاني منها، ولن يأخذه إلى هناك سواه الإهمال. لا يغيب عن أي عقل أن العلاقة الزوجية هي بداية كل وأي مجتمع، فإن نجحت تلك البداية نجح ما سيعقبها كنتيجة حتمية، وإن فشلت - لا قدر الله ذلك - تعسر ما سيعقبها بشكل سيحتاج إلى تدخل المساعدات الجادة، التي ستنقذ ما يمكن إنقاذه وإن لم يكن ما يستحق إنقاذه، ولكنه المطلوب الذي سيُعيد للحياة أنفاسها، والحق أن تدارك ذلك قد يبدو صعباً وإلى حد ما؛ لذا يشق على النفس تقبله متى كان، ولكن ما يشق الصدر فعلاً هو الوصول إلى هناك حيث النهايات المسدودة، التي لا ولن يقبل بها أي عقل (لم يفقد صلاحيته بعد)، وسيُقدم على فعل كل ما يستطيع فعله في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو ما سيكون ببذل ذاك المدعو (اهتمام)، الذي وإن سُمح له بالدخول منذ البداية لتقلصت المشاكل وما كانت من الأصل. أحبتي: أي شيء في هذه الحياة يحتاج إلى الاهتمام، الذي يمتد إلى كل صغيرة وكبيرة تتعلق به، ويتحكم وبشكل كبير بخط سير الأمور، فإن كان ذاك الاهتمام لائقاً أصبح الوضع العام كذلك؛ لذا وحين نتحدث عن العلاقة الزوجية، فلاشك أن ما سبق يترجم ما يتطلبه ويحتاج إليه، وما يمكن ملاحظته أن التهديدات الحقيقية التي تزعج العلاقات الزوجية تظهر لحظة اختفاء الاهتمام؛ ليعقبها سلسلة من المراحل التعيسة، التي يمكن تجنبها ولكن بتدارك الوضع منذ البداية، من قبل الأطراف المعنية، التي يجدر بها ان تكون يقظة، وواعية لكل ما يدور من حولها. كما سبق لي وأن ذكرت فإن العلاقة الزوجية هي الامتداد الحقيقي لأي مجتمع؛ لذا فإن الالتفات إلى هذه العلاقة مَهَمَة لابد وأن تؤخذ بعين الاعتبار، دون أي تقصير ستظهر نتائجه فيما بعد، وستقع على رأس الجميع؛ لتبدأ المحاسبة التي كان من الأجدر بأن تبدأ بوقت سابق؛ تفادياً للوصول لتلك المرحلة، التي ستسبقها الكثير من العلامات الدالة على تصدع العلاقة، وتحتاج إلى جملة من الحلول التي يمكنها تدارك الموقف قبل أن يكون. وماذا بعد؟ إن التطور الذي تشهده البلاد قد طال كل زاوية من زوايا الحياة، فشهدناه من خلال التعليم، الصحة، الرياضة، والكثير الكثير حتى أن الأمر قد امتد؛ ليصل إلى بث التوعية الحقيقية على المستوى الأسري في سبيل الحصول على مجتمع صحي وسليم، وعلى الرغم من امتداد سواعد تلك التوعية، إلا أن الخبرة التي نكتسبها من خلال تجارب الحياة تكون أقوى؛ لأنها تعلق بالذاكرة أكثر، وبما أن الأمر يتعلق بما سيعلق بالذاكرة؛ لتهرع إليه كلما تطلب الأمر ذلك فلاشك أنه المُراد، وأنه كل ما نبحث عنه من أجلكم ومن أجل حياة أجمل بإذن الله، وعليه يسرنا بأن ندرك كل ذلك معكم ومن خلالكم. من همسات الزاوية لربما تكون قد أخطأت فيما سبق، ولربما يكون الخطأ أكبر مما تتصور، ولكن تظل المحاولات خير ما يمكن بأن تتقدم به؛ كي تنقذ ما يستحق إنقاذه، أليس كذلك؟