24 سبتمبر 2025
تسجيلتعكس الأوضاع التي تتطور في أفغانستان، على الصعيدين السياسي والميداني، مع تسارع عمليات انسحاب القوات الأجنبية، بما فيها القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، الذي أكمل سحب جنوده، الحاجة الملحة إلى تسريع خطوات السلام الشامل والمستدام بما يلبي تطلعات الشعب الأفغاني، الذي لا يزال يعاني ويلات الحرب والاقتتال. لكن مع استمرار القتال بين حركة طالبان والقوات الأفغانية الحكومية، تتصاعد مخاطر انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية، الخاسر الأكبر فيها هو الشعب الأفغاني، قبل الأطراف المتصارعة حول السلطة في حرب لا سبيل لحسمها عسكرياً، ولا طريق أمام الأفغان سوى التوجه نحو الحل السياسي باعتباره الخيار الوحيد لحل الأزمة الأفغانية. لقد طرحت دولة قطر على الفرقاء، مقترحات مهمة، على رأسها ضرورة الاتفاق على دور الوساطة، لدفع مفاوضات السلام المتوقفة إلى الأمام والتوصل إلى ترتيب لتقاسم السلطة قبل أن تكمل القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة خروجها من البلاد بحلول الموعد النهائي في 11 سبتمبر. وفي هذا الإطار، يأتي موقف رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبدالله عبدالله بأن أفغانستان ما زالت تعطي الأولوية للسلام، بدليل وجود فريقها التفاوضي في الدوحة، وضرورة أن تلعب دولة قطر والأمم المتحدة دور الوسيط لدفع عملية السلام إلى الأمام، ليؤكد ثقة الحكومة الأفغانية في الوساطة القطرية والجهود الكبيرة التي تقوم بها الدوحة من أجل إحلال السلام في أفغانستان. إن الجهود الدولية والإقليمية، يمكن أن تساعد القادة الأفغان وأطراف التفاوض على المضي قدما في التفاوض نحو إنجاز التسوية، لكن أي اتفاق سلام تاريخي شامل ومستدام يستجيب لآمال الشعب الأفغاني، يقع بالدرجة الأولى على عاتق القادة الأفغانيين أنفسهم وما إذا كانت تتوافر لديهم الإرادة السياسية اللازمة لتحقيق ذلك الهدف الذي يتطلع إليه الشعب.