11 سبتمبر 2025

تسجيل

الزلزال البريطاني واختيار الشعب!

01 يوليو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); صدمة أو زلزال، ولكنه اختيار شعب وقرار وشأن داخلي، ليس لأحد فيه "ناقة ولا جمل" فخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بقرار وبفارق ضئيل يصل إلى 2% من أصوات البريطانيين، احترمته الحكومة، زلزال لم يهز أركان المملكة المتحدة فحسب، بل هز أيضا الاتحاد الأوروبي وكلّ الأسواق المالية العالمية في وقت هبطت العملة البريطانية إلى أدنى مستوى منذ العام 1985م. الحرية والديمقراطية، سمة العالم المتحضر، ورغم ما فعله "ديفيد كاميرون" رئيس الوزراء البريطاني المنتخب من الشعب والذي قاتل بكل ما يملك للبقاء، إلا أنه اضطر للخروج للشعب والقبول بنتيجة الاستفتاء. وسيتحمل البريطانيون جزءًا كبيرًا من المسؤولية عما ستؤول إليه أوضاعهم السياسية والاقتصادية، فأحيانا الشعارات "لا تغني ولا تسمن".48 في المائة قالوا لا للخروج وهم ليسوا قلة، ومع ذلك احترم رأي الأغلبية التي زادت بأقل من اثنين في المائة، ولم تشهد بريطانيا مظاهرات أو غلقا للمحلات، أو تحطيما للسيارات، أو تبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة، ولم يشكك أحد في وطنية أحد، كما يحدث في بعض دولنا العربية التي لا ترضى برأي الأغلبية ولا بنتائج الاستفتاءات والاقتراعات.ما حدث في بريطانيا، درس لكل العرب، فاختار البريطانيون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في استفتاء تاريخي، يهدد بتفكيك الاتحاد الأوروبي، نوعا ما، وربما تقسيم المملكة المتحدة إذا استمرت المطالبات الأسكتلندية والأيرلندية بإجراء استفتاء لهم للخروج منها، هذه التداعيات جعلت العديد من السياسيين البريطانيين يحذرون من أن يُؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم انفصال أسكتلندا، إلى تقسيم المملكة المتحدة، وعودة التوتر والنزعة الانفصالية لأيرلندا الشمالية.نعم استجابت الحكومة البريطانية بكل مسؤولية وديمقراطية لرأي الشعب، لأن رأي الشعب يحترم وعلى الشعب أن يتحمل تبعاته والمسؤولية التاريخية عن خياره الذي ستترتب عليه أوضاعه الجديدة القادمة.لسنا هنا بصدد مناقشة فوائد أو مضار الخروج أو البقاء، فالأمر قد انتهى وحسم البريطانيون الجدل ووجدوا مصلحتهم في الاستقلال عن المنظومة الأوروبية الموحدة.. فلماذا لا يكون العرب مثلهم، ألسنا قادرين على تحديد مصيرنا في الحاضر والمستقبل؟ بدلا من المطالبة بمظاهرات وإسقاط الحكومات. ليس هناك أفضل من الديمقراطية التي أجبرت رئيس وزراء بريطانيا على ترك السلطة في أكتوبر القادم لأنه خسر رهانه على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي رغم كل نداءاته واستغاثاته للبقاء في الاتحاد.قضي الأمر، لأن قضية المهاجرين كانت الهم الأكبر الذي دفع الشعب البريطاني للتصويت لصالح الخروج خوفا من أخذ المهاجرين لأعمالهم ووظائفهم، فغلب البريطانيون مصالحهم الوطنية على مصالحهم الاقتصادية. وخيبوا كل الآمال والتوقعات.سيعاني الاتحاد الأوروبي بخروج المملكة المتحدة منه، وستعاني بريطانيا من الخروج وستدفع ثمنه لاحقا، رغم كونه خيار شعب يحترم، ومع ذلك هناك ما قد يدفع أيضًا شعوبا أوروبية وأقاليم للتفكير في الاستقلال أو الانفصال، مثل دعوات الكتالونيين في إسبانيا، كما حدث في تشيكوسلوفاكيا التي قسمت إلى دولتين ويوغوسلافيا التي قسمت لخمس دول. كما أن هناك تلميحات مع ساسة معارضين في هولندا وفرنسا للخروج من الاتحاد والحذو حذو بريطانيا.الاستفتاء.. انتهى، وقالت المملكة المتحدة كلمتها، لأنهم لا يعرفون العنصرية أو القبلية في الاختيار والتعيين ويقدمون المصلحة العامة على المصالح الفئوية..أو هذه دولة كبرى وهذه صغرى، الكل سواسية في السراء والضراء وملتزمون بقرارات الاتحاد ورأي شعوبهم.آخر السطر…مجلس التعاون الخليجي لن يتفكك، وهو عنوان وصمام الأمان لدولنا الخليجية، فمن سهر الليالي من أجل إنشائه وتحديد اختصاصاته وأهدافه لن يضحى بذلك، ومع كل الإنجازات التي تحققت والتي لم تتحق بعد، سيبقى المجلس صامدا قويا. والله من وراء القصد.