01 نوفمبر 2025

تسجيل

ما الذي ستقدمه لنفسك في رمضان؟

01 يوليو 2014

سر المحافظة على سلامة العلاقات يكون بحفظ الوعود دون خرقها، ولأن الوعد ما يربطني بكم أيها الأحبة، فلقد عادت إليكم كلماتي بما سبق لي وأن وعدتكم بأن أخوضه وبشيء من التفصيل، ألا وهو موضوع الحلم الذي تجرأ على نفسه واخترق حدوده في مقالي الأخير الذي جمعني بكم، فوعدتكم بأن القادم هو ما سيكون عن (آخر إنجازات المركز الشبابي للفنون المسرحية) تحت إدراة السيد محمد البلم، الذي رغبت في تسليط الضوء عليه كنموذج حي لكل من يحمل في جعبته حلماً لا يكتفي بما هو عليه في أرضه، بل إنه يرغب في تجاوزه؛ كي يخرج إلى الواقع فيلامس أرض إنجازاته وذلك؛ لأنه ظل متمسكاً بحق وجوده، على الرغم من انضمام مسؤولية المركز لمظلة جديدة تحمل رؤية جديدة لاشك في أنها تتفق على حمل ذات الهدف، وهو الارتقاء بالطاقات المبدعة، ولكنها تختلف فيما يتعلق بالكيفية، التي وعلى ما يبدو بأنها تحمل للمركز وللطاقات الشابة المُحبة للمسرح الكثير، فما يُبشر بالخير هو أن المركز قد عاد لنشاطه بعد سكون كلله ولبعض من الوقت، شهد تطوراً على المستوى الإداري، تبعه خوض أول عمل ترعاه وزارة الشباب والرياضة جمع المركز بعشاقه؛ ليقدم ثمرة تلك الجهود في رمضان؛ احتفالاً بمناسبة شعبية خاصة بالأطفال، لن نكشف النقاب عنه ذاك العمل الضخم، ولكننا سنقول عنه التالي: بلوغ القمة التي يحلم بها الجميع يحتاج إلى صبر هائل يحتمل كل الظروف حتى نصل إليها تلك القمة، وما كان من المركز الشبابي هو بذل ذاك الصبر، الذي سيصل به وفي نهاية المطاف إلى المُراد، والدليل هو أن العمل القادم سيترجم تلك الحقيقة، التي سندركها خلال أيام إن شاء الله. وماذا بعد؟ أدرك تماماً أن الوعد قد كان بشيء من التفصيل، غير أن التهرب الذي كان مني فمنعني من خوض التفاصيل لم يكن من فراغ، ولكن لفرض التشويق، الذي سيضفي على العمل حلاوة سنترقبها دون شك بقدوم لحظات ذاك العمل من جهة، ولسبب أعظم بكثير يقف في الجهة الأخرى، وهو أن قلمي، وفي هذه اللحظات العظيمة لا يستطيع المثول أمام أي شيء سوى رغبة الكتابة عن الشهر الفضيل الذي خرجت لكم فيه بما سكن القلب فإليكم أيها الأحبة التالي: إن استمرار الحياة يعني استمرار دوران عجلتها، التي تأخذنا في جولة طويلة بطول لحظات العمر، التي نمر معها على الكثير من المواقف الحياتية، التي وعلى الرغم من تكرار مشاهدها، إلا أن كل دورة نخوضها فيها تختلف عن سابقتها في أنها تكون فرصة جديدة ومختلفة لا تتفق إلا على نقطة واحدة، وهي أن من سيخوض تفاصيلها سيتغير كما ستتغير كل صغيرة وكبيرة فيه، فالطبيعي أن كل ما يكون منا يتعرض لتقييم جديد وتقدير مخالف يتجدد مع كل لحظة نعيشها، وهو تماماً ما يُعلل طرق معالجتنا لكل ما نعيشه في كل مرة وإن كان ما قد سبق لنا وأن عشناه من قبل، وهو الوضع ذاته مع رمضان الذي يُقبل علينا في كل عام إلا أن ما يكون منا فيه لا يتفق مع ما كان منا من قبل، فكأن الصورة تصبح أكثر وضوحاً؛ لندرك الصواب من الخطأ، ونقرر ما يجدر بنا فعله وبشكل أفضل حين تسنح الفرصة من جديد؛ لذا نجد أن من فاته الكثير يحرص على أن لا يكون منه ذات الأمر حين يحظى بفرصة جديدة تكون له؛ كي يتدراك ما لا يجدر بأن يكون منه، والجميل أن ما نعيشه هذا العام وبشكل جماعي أضفى جمالية على الشهر الفضيل هو التحضير المُسبق لرمضان الذي شمل التهيئة السليمة للنفوس من خلال مبادرات جدية ولائقة بُثت في المجتمع؛ كي تساعدها تلك النفوس على إعطاء ما للشهر من حقوق لم تكن لتدركها من قبل، فالأمر لا يتعلق بالصوم والصيام فقط، ولكنه يتعلق بكل لحظة رمضانية لابد وأن نشغلها بما يليق بهذا الشهر الفضيل، الذي نرتقي فيه بقدر ما تعلو الدرجات، والحق أن تلك المبادرات لم تساهم فحسب ببث ما يشمل كيفية تهيئة النفوس، وتقديم جملة من الأفكار الجميلة التي تعين على استثمار الوقت بخير يُذكر ويُضيف عليها الكثير، ولكنها ساهمت بتغيير (نمط الحياة)، الذي اعتدنا عليه من قبل من خلال تعزيز مفهوم العمل التطوعي في رمضان، والتأكيد على دوره وأهميته في غرس معنى الخير في القلوب، والحديث يشمل كل الجهود التي حرصت على تقديم ذلك لنا، ولا تتوقع منا أي مقابل سوى الأخذ بما قد قُدم؛ للاستفادة منه في حياتنا خلال هذه الأيام القادمة من رمضان، ويبقى السؤال: كيف سيكون رمضان هذا العام؟ وهل من جديد ستضيفه عليه؟ ويكفي بأن نقول أن حرية الرد تعود إليك؛ لأن نجاحك وتفوقك على كل ما يمكن بأن يقف في طريقك هو أمر يعنيك، مما يعني أن نجاحك يعتمد عليك وحدك. وأخيراً: فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.