18 سبتمبر 2025
تسجيلمؤامرة مكشوفة، بإخراج سيئ، وببصمة واضحة للموساد، تلك هي القراءة البسيطة الأولى لمجمل قضية المستوطنين الثلاثة، الذين أعلن الجيش الاسرائيلي خطفهم في 12 من شهر يونيو المنصرم، وأعلن يوم أمس العثور على جثثهم قرب الخليل في الضفة الغربية المحتلة، دون أن يتضح حتى الان كيفية وفاتهم، ودون أن تعلن أي جهة فلسطينية، بما في ذلك حركة حماس، مسؤوليتها المباشرة عن عمليتي الخطف والقتل.لكن المعلوم، والمعروف لدينا جميعا، أن المقاومة لاتقتل اسراها إلا في لحظة اليأس الكامل، وتجربة نجاح أسر الجندي شاليط، تؤكد أن المقاومة تساوم على أسراها للحصول على أعلى ثمن، ولاتسعى إلى قتل أشخاص هم في النهاية أوراق رابحة في يدها للمقايضة، إلا أن اتفاق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، الذي لم يرق للحكومة الاسرائيلية، وعملت على إجهاضة بمختلف الوسائل وشتى السبل، كان لابد له من فبركة سيناريو لإشعال حرب جديدة تكون غزة مسرحها والمقاومة هدفها.جميع المؤشرات الواردة من تل أبيب حتى الآن تشي بأن عملية إجرامية مدمرة وواسعة يجري التخطيط لها، وهي عملية عسكرية فيما يبدو لن تكون أقل شراسة ودموية من عملية الرصاص المصبوب الذي نفذتها اسرائيل ضد غزة يوم 27 ديسمبر 2008، واستمرت إلى 18 يناير 2009. فقد اكد نتانياهو ان حركة حماس مسؤولة عن مقتل الاسرائيليين الثلاثة، دون أن يقدم الدليل على ذلك، وتوعد بأنها "ستدفع" ثمن ذلك، فيما قال نائب وزير دفاعه، داني دانون، ان العملية المخطط لها تهدف الى "القضاء على حماس". وشدد دانون على أن الاحتلال لن يتوقف الا عند "تدمير حماس بشكل كامل".جميع هذه المعطيات تؤكد أننا أمام جريمة حرب جديدة، وعملية إبادة واسعة، تستهدف غزة من جديد، الأمر الذي يتطلب، من المجتمع الدولي والجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي، التحرك فورا، ومن الآن، للوقوف في وجه هذا العدوان، بدل التفرج عليه، والاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب.