13 سبتمبر 2025
تسجيلباستثناء بعض الأحداث الفردية التى لم تأخذ طابعا ممنهجا، فان ثمة فارقا ملحوظا بين صور مظاهرات واحتجاجات ثورة الخامس والعشرين من يناير2011؛ وتلك التى شاهدناها بالامس فى ميادين واحياء مصر، سواء بين المؤيدين للرئيس مرسى او المحتجين على حكمه. فاذا كانت الصورفى الحالة الاولى قد جاءت مشحونة بملامح مرفوضة وصلت فى بعضها الى حد -عدم التحضر- كونها جاءت ممزوجة بالدم والفوضى واعمال التخريب والترهيب، التى رسمتها وصاغت تفاصيلها بعض عصابات المندسين واتباع نظام مبارك، واسهم فى زيادة قبحها وتأجيج نيرانها تدخلات بعض رجال الامن، فانها بالامس كانت اكثر تحضرا وتعكس وجه مصرالجديدة وبحق. فمن المؤكد ان اجهزة الامن المصرية قد استفادت من اخطائها فى الحالة الاولى، وكانت بالامس اكثرحيادية، فلم تشأ ان ترتكب اى انتهاك اوتجاوز بحق المتظاهرين على الجانبين لقمعهم لصالح طرف بعينه وكذلك فعلت المؤسسة العسكرية التى اعلنت منذ ايام بلسان وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى انها تقف على مسافة واحدة من الجميع من اجل مصلحة مصر. ولعل ما زاد من روعة وتحضرالمشهد المصرى بالامس لجوء بعض الاحياء الملتهبة بالمتظاهرين والمحتجين الى تشكيل لجان شعبية تولت التدقيق فى هويات المشاركين فى تلك الاحتجاجات وتفتيش سياراتهم بدقة لتأمين تلك الاحتجاجات والحفاظ على طهرها وقدسيتها من مؤامرات عصابات المتسللين والمندسين من ادوات فلول نظام المخلوع. ورغم الدعوات باستمرار التظاهرات والاحتجاجات من قبل قوى المعارضة بجميع مدن مصر لحين اسقاط النظام، فانها مؤشرات طيبة تؤكد ان مصر بالفعل قد تغيرت وان الازمة الحالية سوف تمربسلام، شريطة ان يعلي الجميع مصلحة الوطن، ويؤمن كل طرف حكومة ومعارضة بان الحوار الوطنى وحده هو الطريق لعبور تلك الازمة؛ حتى تتعافى مصرمن كبوتها؛ وتعود سيفا ودرعا لامتها العربية.