18 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمن والأمان حق للجميع

01 يونيو 2020

كثير من الدول تنفق الأموال الطائلة للمحافظة على الأمن والأمان في بلدانها ولا تريد أن يشوب ذلك أي شائبة، وهذا حق أصيل من حقوقها وهو في ظل المواثيق والأعراف الدولية وعلى مبدأ لا ضرر ولا ضِرار. ولكن الكثير من الدول خرجت عن هذا السياق وبات الشغل الشاغل لها هو حشر أنفها في أمور لا تعنيها جملةً وتفصيلا لا من قريب ولا من بعيد ولا تربطها بها حدود جغرافية. فكثير من الحكومات المريضة التي بنت في مخيلتها شبكات عنكبوتية من الوهم تعتمد هذا التوجه حتى صار سلوكا وصفة تلازمها حتى جيرانها لم يسلموا من أذاها حتى أنها زرعت البغض والكراهية لها في كل مكان والكل ينعتها بأبشع الأوصاف. فما شأني أنا بمن يحكم هذا البلد أو تلك والشعوب هي أدرى من غيرها بما يناسبها من حكومات وهي التي ملت من حكم الطواغيت الذين لم يُخلفوا إلا التخلف والفقر والعازة للشعوب ومن حقها أن تعين من يمثلها بغية غدٍ أفضل. وإذا سأل الإنسان نفسه ماذا جنت هذه الدول من أفعالها السيئة غير الكراهية وقد صرفت أموالا ضخمة على هذا التوجه غير المحمود الذي لا يليق بهذه الدول والذي أضر كثيراً بسمعتها. ولو وفرت هذه الأموال الطائلة لشعوبها وأوطانها أو أنفقتها على فقراء العرب والمسلمين لكان أفضل وأجدى واكتسبت بها سمعة جيدة وكانت مثالا للخيرية والمحبة والسلام. فانظر للخليج العربي مثلاً بعد أن كان مثالا للأمن والأمان والتكاتف والترابط وواحة سلام تغيرت طبيعته وأصبح مُخيفا تهرب منه رؤوس الأموال والاستثمارات، وساحة نزاعات واختلافات بين هذا النسيج الاجتماعي الذي يرتبط بعضه مع بعض منذ القدم ولم يتعود على مثل هذه التوجهات الهدامة. حتى في ظل هذه الأوضاع البالغة الدقة والخطيرة التي يمر بها العالم على كافة المستويات التي تستوجب التعاون ونسيان الخلافات البغيضة التي لا تورث إلا العداوة والبغضاء والكل خسران فيها، والخاسر الأكبرهى الشعوب التي لم تختر هذا المصير الذي يذهب نحو الهاوية ولا عودة. [email protected]