15 سبتمبر 2025

تسجيل

ما بعدَ الزلزالِ، من أجلِ قطرَ نعملُ وباسمِها نتحدث (1)

01 يونيو 2015

الزلزالُ الذي عَصَفَ بالفيفا، لم يكنْ مفاجئاً بل كان نتيجةً طبيعيةً لسلسلةِ فسادٍ تَوَرَّطَ فيها مسؤولونَ وموظفونَ في الـمنظمةِ الدَّوليةِ، لكن الـمفاجأةَ كانتْ في استجابةِ سويسرا لأمرٍ قضائيٍّ مَبْـنِيٍّ على القوانينِ الداخليةِ للولاياتِ الـمتحدةِ، في خطوةٍ تهدفُ لسيطرةِ الشركاتِ الغربيةِ الكبرى، العابرةِ للقاراتِ، على الـفيفا، وتحويلِـها لـمجردِ منظمةٍ دوليةٍ أخرى خاضعةٍ للمصالحِ السياسيةِ الغربيةِ التي تُشَـكِّـلُ اقتصاداتُها ركيزةً رئيسةً للهيمنةِ. وهذا الأمر هو الذي دفعَ بالاتحادِ الآسيوي للوقوفِ ضدَّ محاولاتِ الولاياتِ الـمتحدةِ وأوروبا لتأجيلِ انتخاباتِ رئاسةِ الفيفا، لأنَّ ذلك، لو تَمَّ، فسيعني زوالَ أيِّ دورٍ لآسيا وإفريقيا معاً في مستقبلِ كرةِ القدمِ دَولياً.هذه الحالةُ الدقيقةُ الـمُعَـبِّرَةُ عن نفوذِ القوةِ وسَطْوَتِها تجعلُنا نقفُ عندَ مُفْتَرَقِ طُرُقٍ، وتدفعُنا لقراءةِ الجُزْئِـيَّـةِ الـمُتَعَـلِّـقَةِ منها بمونديالِ 2022م قراءةً مُتأنِـيَةً هادئةً تُعِـدُّنا لِـدَحْـرِ الحَمَلاتِ الـمُغْرِضَـةِ الـمُتَـوَقَّعَـةِ علينا في الصَّحافةِ البريطانيةِ بخاصةٍ، وتوابعِها في دولٍ تتعاملُ مع الرياضةِ كأحدِ وجوه السياسةِ. وسنُناقشُ باستفاضةٍ دورَنا، كإعلاميينَ وكُتَّابٍ وقانونيينَ ومُخْتَصِّينَ في العلاقاتِ العامةِ الدَّوليةِ، في تأكيدِ أنَّنا لا ننطلقُ في مواقفِـنا ورؤانا من رَدَّاتِ الفِعْـلِ، وإنَّما من كونِنا مواطنينَ في دولةٍ ذاتِ سيادةٍ قادرةٍ، بشرياً واقتصادياً وسياسياً، على تنظيمِ الـمونديالِ، والإيفاءِ بالتزاماتِـها الدَّوليةِ، والتزامِها في تعامُلاتِها بالقانونِ الدَّوليِّ العامِّ الذي يُنَظِّمُ العلاقاتِ بينَ الدُّولِ.كإعلاميينَ وكُتَّابٍ، علينا الإصرار على الحديثِ الذي يخدمُ صورةَ بلادِنا، ويُساندُ السياساتِ الحكيمة لسموِّ الأميرِ الـمُفدَّى في مساعيه للانتقالِ بها إلى عصرٍ جديدٍ من النَّهضةِ والـمَدَنِـيَّـةِ وتفعيلِ طاقاتِ الإنسانِ الـمواطِنِ الذي هو القيمة العظمى في فِـكْـرِ ورؤى سموِّهِ. فلا ينبغي الانشغالُ بما لا يُجدي، كالحديثِ عنْ نوايا الآخرينَ تُجاهنا وكأنَّنا نعيشُ ونعملُ طلباً لرضاهم، ولكن يجب الحديثُ عن الـمجتمعِ الـمَـدَنيِّ والـمؤسساتِ التي تُدارُ من خلالِـها شؤونُنا، فهذا حديثٌ نُخاطبُ فيه شعوبَ العالَمِ وقواها السياسيةَ، كالأحزابِ والمنظماتِ، ونُخَبها الفِـكْريَّة والإعلامية، بواقِـعِـنا كدولةٍ حديثةٍ، مواطِـنُها والـمُقيمُ فيها مَحْـفُوظ الحقوقِ، وقوانينُها متطوِّرةٌ مُتَـجَـدِّدَةٌ يُحْـرَصُ فيها على البُعْـدِ الإنسانيِّ وما يترتَّبُ عليه من عدالةٍ يتساوى الجميعُ في محرابِها.مِـمَّا يُثْـلِـجُ الصَّدْرَ أنَّ شبابَنا، من الجنسينِ، يقومونَ بما يعجزُ عنه بعضُنا، نحنُ الإعلاميينَ والكُتَّابَ، فهم يخوضونَ معاركَ وحروباً في وسائلِ التواصُلِ الاجتماعيِّ، بأسلحةِ التعبيرِ الـمُتَحَضِّرِ الـمُتَـمَـدِّنِ الواعي لتأثيرِ الكلمةِ والعملِ الأدبيِّ والفنيِّ. وهذا الجانبُ الحضاريُّ في شبابِنا، يبعثُ الأملَ في قلوبِـنا بأنَّهُم الدِّرعُ الأولُ الذي ستتهاوى عليه الحَمَلاتُ الـمُغْـرِضَـةُ، ويدفعُنا، ثانيةً، للتَّمني على اللجنةِ العُليا للمشاريعِ والإرثِ بإعدادِ مجموعاتٍ منهم تكونُ مهمتُها الرئيسيةُ الذَّوْدَ عن بلادِنا في العالَمِ الافتراضيِّ الذي صارَ الوسيلةَ الرئيسيةَ للتواصُلِ بينِ الشعوبِ. ونحنُ واثقونَ بأنَّ اللجنةَ قادرةٌ على عَمَلِ دوراتٍ مُكَـثَّفَةٍ لهم في السياسةِ والتاريخِ والثقافةِ العامةِ والحربِ الإعلاميةِ، تُشْـرِفُ عليها النُّخَـبَةُ منْ مفكرينا وأدبائِنا وأشقائِهِم العربِ العاملينَ في بلادِنا، ونحمدُ اللهَ أنَّ السياسةَ التعليميةَ والداخليةَ، منذُ عقدينِ، أَمَّنَتْ وجودَ رصيدٍ بشريٍّ كُفْءٍ مُؤَهَّلٍ يستطيعُ القيامَ بهذه الـمُهمةِ العظيمةِ.الإعلامُ، مقروءاً ومسموعاً ومرئياً، ليستْ مُهمَّتُـهُ الرئيسيةُ نَـقْـلَ الخَبرِ وتحليلَهُ فقط، وإنما صُنْـعُ التأثيرِ الإيجابيِّ في الداخلِ الـمحليِّ، والـمُحِيطَينِ العربيِّ والدَّوليِّ، بما يخدمُ رؤانا ويصنعُ في أوساطِ الشعوبِ داعمينَ لقضايانا ومواقفِـنا. وهذا يقودُنا للحديثِ، لاحقاً، عن الصَّحافةِ الـمَحليةِ الـمكتوبةِ بغيرِ اللغةِ العربيةِ، والدورِ الـمأمولِ منها في مسيرتِـنا الحضاريةِ، ومنها بخاصةٍ الـموندياليةُ التي صارتْ هدفاً وطنياً قريباً يُؤدي نجاحُنا في تحقيقِـهِ إلى نجاحاتٍ أعظمَ مستقبلاً.كلمةٌ أخيرةٌ:نحنُ، جميعاً، مسؤولونَ لأنَّنا مواطنونَ في وطنٍ رائعٍ نعملُ في سبيلِ رَفْعِ رايتِـهِ خَفَّاقةً، هو قطرُ الحبيبةُ.وللحديثِ بقيةٌ.