17 سبتمبر 2025
تسجيلكثر هذه الأيام الغش والغشاشون وطال الكثير من المجالات، بما فيها مصالح البلاد والعباد في القول والفعل والمشاعر والأحاسيس والتعاملات المختلفة، بل أصبح والعياذ بالله سمة من سمات هذا العصر!! والغش ذو مردود سلبي كبير على الدول والمجتمعات، وإن المؤمن لا يجب أن تكون هذه الصفة البغيضة صفة من صفاته، حتى لا ينطبق عليه قول الرسول الكريم بأن من غشنا فليس منا.. وسوف آخذ جانبا من جوانب الغش وهو خطير، وقد يتسبب بأضرار صحية كبيرة تكلف الإنسان أغلى مايملك وتهدد حياته أي الصحة، وتستنزف تكاليف باهظة للعلاج من مضاعفات هذه المواد الفاسدة وهو ما سوف اتحدث عنه.. فمن الملاحظ هذه الأيام أن بعض المطاعم التي من المعروف أن أكثرها تعود ملكيته ورقياً للمواطنين ولكن المالك الفعلي أجنبي إما أسيوي أومن الإخوان العرب.. ولا يخفى على أحد أن هؤلاء لايهمهم إلا الربح بغض النظرعن الوسيلة، وطبعاً ليس كلهم ولكن ضعفاء النفوس منهم الذين لايخافون الله ونسوا أنه يراهم، وساعد على ذلك غياب القوانين الرادعة وكذلك الرقابة المستمرة والدائمة لهم من قبل الجهات المعنية، فالكثير من هذه المطاعم لا تشتري من المواد المستخدمة في نشاطها إلا الرديئة أو التي تخلصت منها المجمعات التجارية، ولم يتبقَ على انتهاء صلاحيتها سوى يوم أو يومين، تحصل عليها هذه المطاعم بأسعار زهيدة جداً!!. وهناك تجار يجوبون بسياراتهم يحملون هذه البضاعة التي أوشكت على الفساد أو فسدت بالفعل، والمروجون لها يأخذونها بأسعار زهيده ويبيعونها بحالتها أو يقومون بتمديد الصلاحية!! ومنها مثلاُ الزيوت والأجبان والدجاج واللحوم والأسماك.. وأكثر هذه المطاعم مُتعاقدة مع مدارس ويأكل هذه الأغذية الفاسدة الطلاب الصغار مما ينعكس آجلاً أو عاجلا على صحتهم!! ونحن نعلم أن مثل هذه الأمور لم تكن معروفة في قطر فيما مضى من سالف الأيام ولكنها دخيلة علينا مع دخول هذه الأعداد الكبيرة التي من كل قُطر أُغنية، خاصة الذين اعتادوا على بيع لحوم الحمير والكلاب في أوطانهم على أنها لحوم خراف؟! فنتمنى من هذا المنبر أن تُكثف الجهات المعنية حملاتها التفتيشية لضبط السيارات التي تحمل مواد غذائية والتأكد من بياناتها المختلفة وعدم التلاعب بتواريخ الصلاحية في البضاعة التي تحملها، وتشديد العقوبات بحيث يفكر ألف مرة كل من تُسول له نفسه القيام بمثل هذا الفعل، وتكون الغرامة كبيرة تتماشى وجسامة هذا الفعل المُستهجن!! فلنتذكر المسلسل الكويتي الشهير درب الزلق عندما باع حسينوه مواد غذائية خاصة بالكلاب أجلكم الله على أنها أغذية صالحة للإنسان، ونال بهذا الفعل الضرب المبرح أمام الناس ليكون عبرة لغيره!!وهذا مايحدث هذه الأيام يغشون الناس لكن ينالون عقابا خفيفا فيا ليت يُضرَبون في ميادين عامة أمام الناس فهذا أقل جزاء ينالونه.. كما نتمنى من الإخوة المفتشين أن ينتبهوا فالبعض قد يضع من فوق بضاعة جديدة أما من تحت فتكون منتهية وقديمة.. ومن المعلوم أن الدول تضع الرادارات لضبط المتهورين والمحافظة على الأرواح والممتلكات ويقولون عائدها ملايين الريالات فهي أكثر من العصافير على الأشجار.. فلماذا لا تكون هناك آلية مُشابهة بشرية ترصد كل هذه المخالفات في المواد الغذائية في جميع الأماكن، خاصة المجمعات الكبرى، فالأخطار على بني البشر متشابهة فياليت يكون الاهتمام مثل اهتمامنا بكثرة الرادارات..