13 سبتمبر 2025

تسجيل

وَجِهُه قبل أن يُوجهك

01 يونيو 2013

كل ما نتعرض له تقع مسؤوليته علينا وإن تفاوتت درجاته، وهو ما يصعب علينا التملص منه، وإن وُجد بيننا من يفعل وذلك؛ لأننا نتمتع بعقلية تجعلنا نُميز الأشياء، فلا نقع بمصيبة إلا ونحن ندرك بأننا على وشك أن نفعل، ولكن لا يظل الحال على حاله حين يكون الأمر متعلقاً بالغضب، الذي يُعد كسلاح يُمكن بأن نُهزَم به بمعاونة غيرنا علينا من جهة، وكسلاح آخر سَنَهزِم به غيرنا إن أدركنا تلك الكيفية التي ستجعلنا نستفيد منه وبأكبر قدر ممكن، خاصة أن للغضب طاقة قوية تُحرك وتتحرك إن لم تجد من يتولى تلك المهمة؛ لينتهي الأمر بلحظات مأساوية ما أن نصل إليها حتى يغلبنا الحزن والأسى على كل ما قد أقدمنا عليه، فنلتهم من بعدها كبد راحة بالنا على ما قد فرطنا به، على أمل أن تهون المصيبة، وهو ما سيشهد اضطراباً ملحوظاً في الإنتاج والعطاء، وكل ما نتقدم به لنقدمه، ولكنه ما لا يعني نهاية حياتك، التي لن تنتهي حتى تخرج منها، وحتى يحين ذاك الحين فكل ما عليك فعله هو التعرف ببعض الحلول التي يمكن الأخذ بها؛ لتوجيه الغضب بدلاً من أن يكون العكس، وهو ما قد سلطنا عليه الضوء من خلال الزاوية الثالثة؛ سعياً منا لتقديم الأفضل للجميع، فإليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية الثالثة لا تُسلم للضغوطات التي تتعرض لها في حياتك، وتعترض طريقك أو تستسلم لها وإن عَظُمت وذلك؛ لأنها تختبر صبرك وخبراتك الحياتية، من خلال الضغط عليك؛ لمعرفة قدرتك على تحملها، وتلك الآلية التي ستتبعها؛ كي تواجهها بها في سبيل معالجتها، وهو كل ما ستُحدده أنت لا غيرك؛ مستنداً إلى كل ما قد خرجت به من حياتك، وتعلمته فيها، وتمكنت من صقل شخصيتك حتى وصلت إلى ما أنت عليه، أي أن الغضب سيبدو لك كموقف سيُصمم لك وعلى مقاس أخلاقك؛ كي توجه فيه ومن خلاله كل ما قد اكتسبته في حياتك دون أن تفقد معه أعصابك أو تتحكم بك؛ لتوجهك كما تريد بدلاً من أن توجهها أنت وتتحكم بها فلا تفعل إلا ما تشعر بأهميته وبضرورة قيامك به. حين تغضب فأنك تُحمل على أكتاف غضبك؛ ليسير بك نحو تلك الأفعال التي ستُقبل عليها دون أن تدرك مدى خطورتها بحقك وبحق غيرك ممن تحب ويحبك، وهو ما سيتسبب لك بخسارة فادحة ستكتشفها بعد أن تنقشع عنك الغشاوة التي تنقض عليك وتحيط بك مع بزوغ أول موقف يستفزك وأنت غير قادر على تحمله؛ لذا وكي تتجنب ذلك فكل ما عليك فعله هو تطهير قلبك وتدريبه على التوجه إلى أقرب صيدلية تصرف لك الدواء المناسب للموقف الذي تعيشه، والحق أن خير دواء يمكن بأن تستفيد منه حينها هو ترطيب قلبك بذكر الله وإن تعددت وسائل المعالجة وذلك؛ لأن العلاج الذي ستُقدم عليه وبه اسم الله هو ما سيُمكنك من غضبك لتتغلب عليه وإن بدا لك غالباً، وعليه فلتُحسن علاقتك بالله ولتتقرب منه مبتعداً عن كل ما يمكن بأن يُغضبك وتذكر بأن الله هو خير من سيحميك من غضبك وإن هددك هذا الأخير.