10 سبتمبر 2025
تسجيلكنا نعتقد لسنين طويلة بأن سياسة القبضة الحديدية وقمع الشعوب والحريات المختلفة تقتصر على دول العالم الثالث أو في الدول التي على شاكلتها!. وكنا نرى الدول المتقدمة أو المتحضرة التي تؤمن بمختلف الحريات وبحرية الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير والتي لطالما أبهرتنا وكنا نتمنى أن يكون في دولنا مثلها في يوم من الأيام! لكن بان لنا جلياً بأن هذا الاعتقاد خاطئ ولا يعدو كونه من باب الزيف والخداع، فالذي يُمارس على المحتجين من شرفاء العالم ومن نوادره في الجامعات الأمريكية والأوروبية من قمع وفض الاعتصامات السلمية بالقوة وأحياناً بالقوة المفرطة في الدول المشاركة في إبادة أهل غزة بطريقة أو بأخرى والتي تنفذها إسرائيل منذ سبعة أشهر وما زالت تواصل ذلك غير آبهة بالخسائر البشرية الكبيرة جداً وتقول بصريح العبارة لن يستطيع أحد أن يمنعها من تنفيذ مخططاتها بمشاركة الغير بعد أن داست بأقدامها على مختلف القرارات الدولية، بما في ذلك محكمة العدل الدولية أعلى سلطة يلجأ إليها المتخاصمون وبعد أن كبلت أيدي مجلس الأمن بأغلال الفيتو الأمريكي والأوروبي وأصبح عاجزاً بمرتبة الشرف الأولى عن فعل أي شيء تجاه هذا الذي يحدث في سابقة خطيرة غير معهودة من أي دولة في العالم مثلها ما عدا إسرائيل. إسرائيل التي تستدعي شماعتها التاريخية مثل معاداة السامية تقوم بأفعال أكبر من تلك الأفعال بكثير التي ارتكبت في حقها والتي لا نعرف حقيقتها لكن ما تفعله بأهل غزة والضفة يُنقل بالصوت والصورة وبالتحليل الواضح مثل نور الشمس. انكشف لنا وجه هذه الدول وبانت حقيقتها بأن كل الذي سمعناه عنها بأنها تحترم مختلف الحريات وحقوق الإنسان ومبدأ التعايش السلمي وأنها تعمل على منح الفلسطينيين دولة مستقلة هو أقرب من الخيال للواقع، فهي تريدهم أن يتبعوا سرابا كسراب أوسلو الذي ظلوا يتبعونه ويُمنون النفس به دون نتيجة تذكر لسنين طويلة ولم يصلوه أبداً وكادت القضية الفلسطينية أن تُنسى في ظله لولا الأحداث الأخيرة!.