11 سبتمبر 2025

تسجيل

208 أيام على حرب غزة

01 مايو 2024

منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، وبعد مرور 208 أيام يخوض العدو الاسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة الذي يحتل مساحة 300 كلم مربع فقط من مساحة دولة فلسطين، وأسوأ نتيجة خلفتها هذه الحرب اللعينة اكثر من 34 الفاً من الشهداء وأكثر من 77 ألفا من الجرحى والمفقودين ولا زال كثير من الضحايا تحت الأنقاض ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم، معظمهم من الأطفال والنساء، وتسببت بنزوح نحو 1.4 مليون إلى جنوب القطاع، وفق مصادر فلسطينية، بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية والمادية بعد تدمير الاحتلال للبنى التحتية والمنشآت التجارية والمشافي والمساجد والمدارس والجامعات، مما استدعى تقديم بعض الدول لقضايا أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية لإسرائيل، ورغم ان العدو لم يحقق النتائج والأهداف المرجوة من هجومه على غزة إلا أنه لا يزال يصر ويسير في تخبطاته وعزمه على اجتياح مدينة رفح رغم الاعتراضات والتحذيرات الدولية من تداعيات هذه الخطوة المتهورة لوجود مليون وأربعمائة الف غزاوي هم كل الذين نزحوا من مناطق غزة. خسائر القطاع من الحرب بالإضافة الى الخسائر في الأرواح والجرحى قام الاحتلال باعتقال أكثر من 5,000 مواطن من قطاع غزة خلال فترة العدوان، من بينهم 310 حالات اعتقال من الكوادر الصحية، و20 حالة اعتقال صحفيين ممن تم الحصول على أسمائهم، ودمر أكثر من 181 مقرا حكومياً، 103 مدارس وجامعات دمرت بشكل كلي، و309 مدارس وجامعات تم تدميرها بشكل جزئي، و239 مسجداً دمرت بشكل كلي، و317 مسجدا دمرت بشكل كلي بالإضافة الى 3 كنائس استهدفت ودمرت، و206 مواقع أثرية وتراثية، فيما خرج اكثر من 32 مشفى و53 مركزا صحيا عن تقديم الخدمة الصحية للمواطنين، واستهدف الاحتلال اكثر من 160 مؤسسة صحية و 126 سيارة اسعاف، بالإضافة الى أكثر من 86 الف وحدة سكنية بشكل كلي و294 الف وحدة سكنية غير صالحة للسكن، هذه الإحصائية تدل على الدمار الشامل الذي أصاب قطاع غزة كأن الاحتلال كان هدفه التدمير وفشل فيه فشلا ذريعا في القضاء على قوة شوكة المقاومة الإسلامية التي أرقته طول فترة احتلاله. خسائر الاحتلال والتخبط في القطاع من أكبر خسائر الاحتلال الواضحة أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة على إطلاق صواريخ من القطاع، وكبدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبيرة، على الجانب الاقتصادي، وفي الميدان، إذ تمكنت بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من قتل ما يزيد على 354 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً ومئات المستوطنين، وأسر أكثر من 140 آخرين خلال عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/‏تشرين الأول الماضي، وخلال فترة الحرب خسر الاحتلال أكثر من 605 جنود من الجيش الإسرائيلي وأصيب أكثر من 5 آلاف آخرين، ولم يتمكن الاحتلال من استعادة سوى 120 أسيراً عبر صفقة تبادل مع المقاومة ضمن هدنة إنسانية استمرت أسبوعاً، بالإضافة الى القضايا المرفوعة ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية وقد تصدر المحكمة احكاما ضد مسؤولين كبار وقيادات عسكرية، وأهم خسارة مجتمعية خسرتها إسرائيل هو انخفاض التعاطف الدولي والمجتمعي مع دولة الاحتلال وزيادة الفئات المجتمعية التي تعرفت مؤخرا على وحشية الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وهذه أكبر خسارة للعدو الصهيوني وفي المقابل تعتبر مكسبا للقضية الفلسطينية العادلة. كسرة أخيرة نتمنى أن تكلل الجهود المبذولة من الدول الداعية للسلام بالنجاح في انهاء الحرب الحالية ومواصلة الجهود للتوصل الى حل الدولتين رغم أخذ هذا الحل في الابتعاد عن الأفق بسبب هذه الحرب اللعينة، وهنا تبرز أهمية الدور الذي يمكن ان تقوم به الدول العربية في إحداث هذا التغيير الجذري في ظل التحديات الحالية.