اجتماع أفغانستان في الدوحة

بمشاركة ممثلين لأكثر من 25 دولة ومنظمة، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة شنغهاي للتعاون، تستضيف الدوحة اجتماع الأمم المتحدة بشأن أفغانستان الذي يبدأ أعماله اليوم الإثنين ويختتم فعالياته غدا، وذلك بهدف التنسيق بين الدول المعنية بأفغانستان، لبحث الشواغل الدولية المتعلقة بسياسات طالبان وإعادة تنشيط المشاركة الدولية في الملف الافغاني، في ظل التحديات السياسية والإنسانية والتنموية والظروف المعقدة والمثيرة للقلق التي تواجه أفغانستان. وتأتي أهمية هذا الاجتماع الدولي، كونه يوفر فرصة للتنسيق بين الدول المعنية بالملف الافغاني، خصوصا وأن هذا المؤتمر يوفر لدول مثل روسيا، الصين، الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وإيران، فرصة الاجتماع سويا للتنسيق ومناقشة الملف الافغاني، ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة حول رؤية طويلة المدى لأفغانستان وتوجيه رسالة موحّدة إلى حكومة تصريف الأعمال الأفغانية بشأن ضرورة ضمان حقوق الانسان بما في ذلك حقوق النساء في العمل والتعليم، وكيفية التعامل مع الأزمة الإنسانية هناك والتي تعتبر واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وتعكس استضافة الدوحة لهذا المؤتمر الذي دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة، المكانة التي تحظى بها دولة قطر والدور الحيوي المشهود الذي تلعبه فيما يتعلق بالملف الأفغاني، حيث شكلت جهودها في أفغانستان علامة في التاريخ، من نجاح وساطتها في ابرام اتفاق تاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان لإحلال السلام في أفغانستان في فبراير 2020، الى دورها البارز في قيادة أكبر عمليات الإجلاء في التاريخ الحديث، وذلك بإجلاء 80 ألف شخص عقب سيطرة طالبان على العاصمة الافغانية، فضلا عن دعمها المستمر للشعب الأفغاني وجهودها الراهنة في تيسير قنوات الاتصال بين الشركاء الدوليين وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية. إن استمرار قطر في الانخراط في الملف الأفغاني، يأتي انطلاقا من التزامها الثابت بحق الشعب الأفغاني في الاستقرار والازدهار.