حكمة سمو الأمير

يبدو أن جرائم الإبادة ضد سكان حلب، التي يندى لها جبين الإنسانية، لن تتوقف، بعد أن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس أن موسكو لن تطلب من دمشق وقف غاراتها على منطقة حلب، التي تشهد غارات جوية عنيفة ودامية منذ الثاني والعشرين من ابريل، مما أسفر عن سقوط أكثر من 250 من الضحايا المدنيين. لقد أماطت روسيا اللثام عن التعاون الوثيق بينها وبين الولايات المتحدة فيما يتعلق بسوريا، وهو أمر لم يكن في حاجة إلى الإعلان عنه، حيث ظلت الأحداث والتطورات الجارية في سوريا تكشف عن تفاصيله مرة بعد أخرى. إن حقيقة التعاون والتنسيق الروسي الأمريكي بشأن سوريا، ينبغي أن تجعلنا نعيد النظر، في استراتيجيتنا لدعم الشعب السوري، وأن نفعل ما يتوجب علينا فعله بأنفسنا، لا أن نعتمد على الآخرين ليقوموا بذلك نيابة عنا.لقد دعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في القمة العربية بشرم الشيخ قبل أكثر من عام العرب لأن يتحركوا بأنفسهم لإنهاء مأساة سوريا دون انتظار لأحد.. وقد جاء في خطابه آنذاك ما يلي : "وأخيرا، ألم يحن الوقت أن نسأل: هل سنبقى ننتظر ما سوف يفعله الآخرون في سوريا؟ لقد اتضحت تماما حدود فعلهم ولم يعد ثمة مجال للتكهن والتحليل. فمتى سوف نتحرك نحن كعرب لإنهاء هذه المأساة بالتنسيق مع من يجب أن ننسق معه؟".إن الطلب الذي تقدمت به دولة قطر أمس لعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية، هو خطوة في الاتجاه الصحيح ويأتي في وقته المناسب تماما، للدفع باتجاه اتخاذ موقف عربي موحد إزاء ما يجري في سوريا من مذابح.