17 سبتمبر 2025

تسجيل

زمن قالة باموت

01 مايو 2016

يوم الخميس لم أذهب كعادتي إلى عملي الخاص في الدوحة وفضلت البقاء في المنزل وبعد ذلك ذهبت إلى فرضة الذخيرة وهي مبنية على أطراف القناة المائية العميقة التي تستخدمها السفن ذهاباً وإياباً، وأنا أتأمل كل ذلك رجعت بذاكرتي إلى تلك السنين الخوالي أيام الطفولة وبداية الشباب فما أجملها من سنين وطفولة كم كانت بسيطة فكنا نذهب إلى الشاطئ نصطاد الأسماك الصغيرة (العفاطي والميّد) في حالة المد وهي معروفة لأهل قطر والميّد أكبر من العفاطي كنا نضربها وهي تأتي مجموعات بقطعة حديد رشيقة ويسقط ما يسقط منها أو من خلال قطعة قماش نضعها من خلف الأسماك الصغيرة ثم نجرها على اليابسة وبعد ذلك نذهب ونصطاد على الشاطئ بطريقة الحَدّاق وكان صيدنا أسماك تسمى بالزمارير أو أسماك الذئب أو هامور صغير نتسلى، فلا يوجد بديل لذلك فلم يكن هناك كاليوم أندية ومراكز شبابية وثقافية وألعاب وإنما اللعب بالكرة في أزقة الفرجان أو ملاعب كرة قدم تسور بالحصى وتجرى فيها ممارسة رياضة كرة القدم ودائما ما تنتهي اللعبة بنزاع يؤدي إلى توقف اللعب، وكنا نلعب حُفاة لا أحذية ولا هم يحزنون، نعود لذكريات البحر وكانت هناك قناة عميقة تسمى قَالَّة باموت ولا أعلم من أطلق عليها هذا الاسم أو قد يكون غرق فيها أحد من قبل، وكانت هذه القالَّة في حالة الجزر تتجمع فيها الأسماك فتجد الأهالي قبل الغداء يذهبون للصيد بطريقة الدَّفار ويعودون بصيد وفير فمباشرة يتم طهي الأسماك لوجبة الغداء وهي طازجة، وكان بعض الأهالي لديهم الحضّور مفردها الحضّرَة وكانت تؤمن دخلا وغذاء وهي لا تصيد إلا الأسماك الكبيرة وليس كما تدعي البيئة بأنها تصيد الأسماك الصغيرة ومنعت المواطنين منها بدون وجه حق ؟؟ وهي تعتبر من التراث البحري الذي ليس له ضرر يُذكر على البيئة ولكن اختراعات قرارات المكاتب قضت عليها وهي مازالت مسموحة للبعض وفي كل دول الخليج بينما يُترك الباب على مصراعيه للسفن التي تلقي بمئات الألوف من الدوابي في المياه العميقة يضيع منها الكثير تظل الأسماك محبوسة فيها سنين ؟؟ وكانت الذخيرة تمتاز بفشّت كبير جداً تكثر فيه مختلف الأسماك وبه شُعب مرجانية مدن الأسماك وسكنهم فلم يبق من هذا الفَشّت شيء يُذكر كأنه لم يكن فلقد دمره الصيادون عن بكرة أبيه ؟؟ وربما كان لفرّضَة لفان دور في ذلك فكانت أسماك الصّبيطي المعروفة موجودة بكثرة واليوم لم يعد لها أثر يذكر حسب رواية بعض الإخوة المهتمين بصيدها فمعظم أنواعها ذهب إلى فرضة لفان التي كونت أكبر موطن للأسماك ربما في قطر ويوجد بها كميات هائلة من كل أنواع الأسماك وخاصة الهامور ونحن نرى هذه الأيام كثرة عدد الصيادين بصفة تجارية أو هواية مما أثر على تكاثر الأسماك وتتركز أماكن الصيد في المياه الضحلة وبالقرب من القرم مكان تكاثر الأسماك في بقعة جغرافية صغيرة فيا ليت يقنن موضوع الصيد مثل يعطون فرصة واحدة إما نهارا أو ليلا هذا إذا ما علمنا أن الصيادين آسيويون يعني لا يهمهم تدمير كل شيء في سبيل الحصول على الصيد والمال