17 سبتمبر 2025
تسجيليركز مقالنا هذا على بعض الفرص والتحديات الاقتصادية، وذلك في إطار الرؤية 2030 للسعودية والتي تم الكشف عنها حديثا. باختصار، تتميز الرؤية بالشفافية حول أمور حيوية مثل البطالة وسوق العمل. فحسب الرؤية، يبلغ متوسط البطالة في المملكة 11.6 بالمائة وهو أعلى رقم معلن عن أي دول مجلس التعاون الخليجي. تعاني كل من البحرين وعمان من ظاهرة البطالة لكن بمستويات أقل من السعودية.لكن من المأمول تقليص مستوى المعدل إلى 7 بالمائة في السنوات المقبلة، وهو أمر ممكن، عبر خطوات تشمل تعزيز مشاركة المرأة في سوق العمل وهي خطوة صائبة. اللافت في هذا الصدد عدم زعم الرؤية بالقضاء على تحدي البطالة جملة وتفصيلا.في بعض التفاصيل، تدعو الرؤية إلى تعزيز مشاركة الإناث في القوى العاملة من 22 بالمائة إلى 30 بالمائة وهي خطوة تستحق التقدير. فحسب الإحصاءات المتوافرة، تبلغ معدلات البطالة بين الإناث والذكور نحو 33.3 بالمائة و 6 بالمائة على التوالي ما يعني بأن البطالة معضلة أكبر في صفوف الإناث. ومع ذلك، هناك تحدي البطالة بين الشباب، فوفقا لتقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تمثل البطالة بين الشباب تحديا في ثلاث دول مجلس التعاون الخليجي. تقف مستويات البطالة بين الشباب عند 27.8 بالمائة و27.5 بالمائة و 20.6 بالمائة في السعودية والبحرين وعمان، على التوالي.يعتقد أن مستويات البطالة الفعلية بين الشباب السعودي ربما أقل نظرا لطبيعة الاقتصاد. فعدد غير قليل من المواطنين السعوديين يحصدون مصادر دخل عبر تقديم أنشطة تخص الحج والعمرة مثل توفير خدمات النقل للحجاج والمعتمرين والتجهيزات المختلفة.أمر لافت، رغبة الرؤية بزيادة أعداد ضيوف الرحمن ثلاثة أضعاف من 8 ملايين إلى 30 مليون سنويا ما يعد علامة فارقة. وسوف يكون هذا ممكنا مع انتهاء أعمال التطوير في مكة المكرمة. عمليا، يترجم الأمر إلى وجود استعداد لدى السلطات لتبسيط إجراءات منح تأشيرات الدخول للمملكة. توجد في الوقت الحاضر شكاوى لدى البعض من صعوبة الحصول على تأشيرات.يعتبر موسم الحج فضلا عن العمرة طوال أيام السنة وعلى الخصوص خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك فرصا ذهبية للشركات السعودية للترويج لمنتجاتها بما في ذلك المنتجات الاستهلاكية مثل المواد الغذائية فضلا عن شركات الاتصالات. في الواقع، تهدف رؤية 2030 إلى تعزيز دور القطاع الخاص في السعودية وهو توجه مفهوم ومقدر بالنظر لبعض التحديات مثل هبوط أسعار النفط وبقائها منخفضة. يعرف عن الاقتصاد السعودي تمتعه بوجود مستثمرين لديهم استعداد للاستثمار في الاقتصاد المحلي نظرا لتوافر الظروف الموضوعية مثل السوق الضخمة والأنشطة المرتبطة بالحج والعمرة.أخيرا وليس آخرا، تدعو الرؤية لتعزيز صندوق الاستثمارات العامة من نحو 160 مليار دولار إلى 2000 مليار أو تريليوني دولار عبر خطوات تشمل الاكتتاب العام لنحو 5 بالمائة من أسهم شركة أرامكو السعودية.استنادا لأحدث الإحصاءات، لدى السعودية احتياطي ضخم قدره 637 مليار دولار. وكان الرقم يزيد عن 700 مليار دولار في 2014 لكن حدث تراجع للمستوى لأسباب لها علاقة بتمويل متطلبات المالية العامة في أعقاب تراجع أسعار النفط فضلا عن الكلفة المالية المرتبطة بالحرب في اليمن. لكن من شأن انطلاق مفاوضات السلام حول الأزمة اليمنية تمهيد الطريق لإحلال السلام في هذا البلد.ختاما، يبدو جليا من الرؤية 2030 أن السلطات السعودية قررت بذل أقصى الجهود لمعالجة المسائل الاقتصادية والاستفادة من إمكانيات أكبر اقتصاد عربي بلا منازع.