14 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤهلون للزواج

01 مايو 2014

لعل ارتفاع حالات الطلاق الذي باتت تعاني منه مجتمعاتنا في الآونة الأخيرة والتفكك الذي أصبح سكيناً موجهاً لعنق العائلة العربية، سبب مهم جداً في إعادة النظر بالقوانين الموضوعة في بلادنا قبل الزواج.فقد قرأنا كم خفضت كثير من الدول الأجنبية من نسبة الطلاق بعدما فرضت قوانين صارمة تلزم جميع الراغبين بالزواج من خوض دورة تدريبية تأهيلية للزواج، ولا يسمح للطرفين من عقد القران إلا بعد اجتيازها بنجاح، وهذا بالطبع من شأنه أن يخفض من حالات الطلاق،ويجعل من طرفي العلاقة شخصين قادرين على البدء بخوض غمار الحياة الزوجية، وتحمل مسؤولياتها ومعرفة الكيفية التي تدار بها دفة سفينة الزواج، والكيفية التي تواجه بها المشكلات بين الطرفين.فالحياة الزوجية مسؤولية مشتركة بالكامل بين الطرفين، على كل واحد منهم أن يقوم بواجباته ويتحمل مسؤولياته، ومعرفة حقوقه بالمقابل، ومعرفة كيف يحصل على تلك الحقوق بطريقة ودية تجعل من الحياة سعادة ودفئاً يعين على مواصلة الطريق في هذه الدنيا، وليس العكسكما يظن الكثير من الجاهلين بفنون هذه الحياة.فالبعض للأسف الشديد حين يقدم على الزواج يكون مهيئاً للأخذ فقط وليس للعطاء، ويكون قد رسم في مخيلته أن الزواج هو حياة وردية جعلت لتحقيق جميع الرغبات والاحتياجات، دون مقابل، وهذابالطبع في غاية الخطأ، لأن كل حياة لابد أن تكون مبنية على العطاء والأخذ.يرى البعض أن الزواج هو إلقاء المسؤولية والمتطلبات على الطرف الآخر، والبعض حين يتزوج يبقى مرتبطاً ببيئته الأولى ارتباطاً سلبياً أي دون اتزان بين الحاضر والماضي، مما يسبب فراغاً في حياة الشريك ويحدث الخلل على المدى القريب والبعيد، بينما يتزوج البعض دون وعيكاف بماهية هذه المؤسسة ولا بمتطلباتها، لذا كان لزاماً أن نعيد النظر ألف مرة بكفاية الإجراءات المتخذة قبل الإقبال على عقد القران، لأنه ليس المهم هو الزواج وإنما الاستمرار فيه ونجاحه على المدى الطويل.