16 سبتمبر 2025

تسجيل

كفى الله السودان شر الحروب

01 مايو 2012

السودان هذا البلد العربي الكبير المترامي الأطراف الذي فيه مختلف الثقافات والأجناس والأسرار والإمكانيات والثروات المختلفة ما الله بها عليم وكأنه محسود أو مكتوب عليه أن لا ينعم بالاستقرار،،، وبرغم ما قدم من تضحيات كبيرة ومؤلمة واقتطع جزءٌ عزيزٌ من جسده وكان أثر ذلك جرحا غائراً مازال ينزف ويلتهب بين فترة وأخرى ولا تنفع معه المضادات الحيوية،،، فقد يكون هذا التنازل الكبير الذي قد يوصف بالشجاع أو بالخطأ الاستراتيجي فلربما كان من أجل السلام والاستقرار المنشود الذي يبحث عنه الجميع أو بسبب استحقاقات خارجية وضغوط مارستها قوى كبرى أو درءاً لقرارات محكمة العدل الدولية التي تُكيل بعدة مكاييل وتطبق قراراتها على من تريد بأوامر من الدول المهيمنة على مجلس الأمن أو صعوبة السيطرة على هذه المساحات الشاسعة سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً،،، ونحن نعلم بأن الحكومات السودانية المتعاقبة لم ترض بانفصال الجنوب خوفاً بألا يتوقف نزف الجرح بعد القطع لما يملكه الجنوب من خيرات وثروات اقتصادية كبيرة وبُعد جغرافي قد يستغل من قبل دول تزرع فيه بؤر للتوتر لا تنتهي؟؟ والخوف أن في هذه الأيام ينطبق على الحكومة السودانية الحالية المثل "إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض" وهي التي ظنت بأن بانفصال الجنوب سوف ينعم الشمال بخيراته وثرواته المعدنية وإنها سوف ستضع حداً لهذه النزاعات المزمنة والتي أتت على الأخضر واليابس والتي أرهقت الجميع وأن يلتفت الشماليون للتنمية،،،، ونست أن الجنوبيين ينظرون لهذه الثروات بأنهم في الأصل هم سودانيون وبأن لهم جزءا من هذه الثروات ولن يقبلوا بغير ذلك ويلقوا الدعم من الخارج من أجل هذا الغرض؟؟ وبين فترة وفترة سوف يقومون بعمل ما من أجل هذه الأهداف حتى ولو كان على حساب التنمية في هذه الدولة الفتيَّة والتي في حاجة ماسة لهذه الأموال التي تصرف على المجهود الحربي والتي سوف تترك الجنوبيين يعانون أكثر وأكثر من الجوع والمرض وغياب البُنى التحتية في وجود حكومة تنفذ أجندات خارجية لا تريد خيراً لأهل الجنوب أو الشمال إنما تريد أن تراهم في صراع دائم لا ينتهي،،، فهل نرى وساطات عربية خيَّرة سريعة تضع حداً بين الأشقاء في السودان؟؟ فيكفي حروب وقتل وإهدار للثروات المختلفة التي يستنزفها المجهود الحربي والتي هي في أمس الحاجة لها سواء كان الشعب الجنوبي أو الشمالي من أجل التنمية والتي هي من أبسط الحقوق،،، ونتمنى أن يكون للجامعة العربية دور في حل هذه المشكلة وأن لا ينسيها الربيع العربي وجرائم منشار الشام ذلك كذلك نتمنى أن لا يكون هذا التصور حقيقيا بأن سر بقاء بعض المسئولين في السلطة واستفرادهم بالخيرات هو افتعال المشاكل وإشغال الشعوب بها وهنا تكون المشكلة؟؟ فنتمنى للسودان بشماله وجنوبه الخير وأن تتغلب العقلانية على الحماقة وان يعيش الجميع بسلام،،،، وآخر الكلام كنتم تطالبون بدولة في الجنوب على حد قولكم من أجل السلام والاستقرار ولكن الأحداث الأخيرة تبرهن عكس ذلك فلم يكتف الجنوبيون بخيراتهم بل يطمعون بما عند الشماليين وهنا تكمن المشكلة؟؟؟؟ [email protected]