10 سبتمبر 2025

تسجيل

البلم وكيف تحقق الحلم؟

01 مايو 2012

قادرة على جمع كل النفوس من حولها في قالب يتمتع بالدفء؛ لتبث من خلاله محبة تفرض الإحترام، وتستلزم الشكر، وتستدعي التقدير؛ ليَمثُل كل من تمتع بذلك أمام الجميع وبكل هدوء، مستعرضاُ كل الإنجازات التي حُققت وبكثير من الإبداع رغم كل العقبات التي حرصت على القفز بين الحين والآخر من أمام كل الأحلام التي كانوا يستيقظون؛ لتحقيقها، ولم يسلموا للنوم؛ كي تظل هناك حيث هي، ويبقى السؤال الذي سينادي به كل متابع لهذه الكلمات: ومن عساها تكون تلك التي تقدر على كل ذلك؛ لنقدرها حق تقدير؟ لتخرج الإجابة وبكل فخر وتقول: إنها الثقة التي نحتاجها في كل زاوية من زوايا الحياة؛ لننجز من جهة والتقدير الذي يعزز رغبتنا على الإنجاز ينتظرنا في الجهة المقابلة. إن كل ما نتمناه لحياتنا هو بأن تكون صحيحة؛ وكي تبدو كذلك (أي) خالية خاوية من أي شيء سواها (الصحة)، فهي بحاجة لكثير من الثقة، التي ستحررها تماماً من كل شر يحدق بها وإن كانت نفسه تشكو من العلل، وما تلك الأخيرة سواها من تنحدر من سلالة (الفشل المدمر)، الذي يدمر ولا يعمر كل محاولات الإصلاح، تلك التي يحتاجها المجتمع وبكل أشكالها، مما يعني بأن الثقة هي من أهم المتطلبات التي تحتاجها الحياة؛ كي تستمر، وما أجملها حين تظهر في أي مكان يجمع المبدعين؛ ليجتمع بهم، ويحثهم على تقديم الأعمال التي تُذكر وتستحق لأن تكون أصلاً. لقد بدت ملامح الثقة واضحة على تلك العلاقة الجدية التي تربط أعضاء المركز الشبابي للفنون المسرحية ببعضهم البعض، وعلى رأسهم السيد محمد البلم، الذي لن نتناول منه إلا الجانب الإنساني المُحب للآخرين، والحريص على تقدمهم وتطورهم؛ كي يصل كل مجتهد منهم إلى قمة النجاح والتألق، وهو الجانب الذي نحتاج إلى تسليط الضوء عليه؛ لتعزيزه والتأكيد عليه، خاصة وأنه من يعتمد على ثقته بالجميع في توجيه دفة الشأن المسرحي في طوره الشبابي، الذي يحمل على ظهره مهمة توجيه المجتمع بمن فيه، وبشكل يجمع بين صفوفه مختلف الشرائح والفئات العمرية في ساعات تحمل في رحمها المتعة والفائدة أيضاً؛ ليخرج كل فرد منهم وهو يملك صورة واضحة ومُلمة بما سبق وأن سُلط الضوء عليه، بعيدة كل البعد عن الضبابية التي تقتل كل فرصة مُتاحة تعين على كشف ما يدور من حولنا في هذه الحياة. لقد كانت الثقة التي منحها البلم للمنتسبين عالية جداً، لدرجة أن ما قُدم وفي المقابل قد كان موازياً تماماً، فظهر ذلك من خلال العرض الأخير الذي طل على الجمهور بتقنية الـ Pantomime أي التمثيل الصامت، وكان بعنوان (العائلة)، وتمكن من جذب كل فرد من أفراد العائلة من حوله؛ ليناقش الدفء العائلي الذي بدا شاحباً في الفترة الأخيرة؛ بسبب انشغال كل فرد بنفسه وبحياته الخاصة، حتى تبدد ذاك الدفء المنشود، وصار من الزمن الماضي بقدر ما يُحسب عليه. الجميل في الموضوع أن الصورة التي رسمتها فرقة العمل قد كانت بريشة صامتة، عقدت لسان الموقف، ولم تسمح لأي صوت بالحضور سواه صوت (الموسيقى) التي جملت العرض، وقدمته بصورة جعلت الجمهور يعيش لحظات حالمة، تحثه على التفكير في العمل الذي ناقش قضية ولربما لا نلقي لها بالاً، ونندفع بعيداً عنها بحجج واهية لا أصل لها، وهو ما يتطرق إليه الإعلام بين الحين والآخر؛ ليطرق بابنا؛ كي نفكر ملياً بالأمر، ولكننا ومن جديد ننشغل بما نحسبه الأكثر أهمية، والأثقل وزناً. إن الجهد الذي بذله البلم وقدمه طواعية للمنتسبين قد حصد ثماره اليانعة؛ لعدة أسباب من بعد توفيق الله، ولعل أهمها تلك الثقة التي تربط جميع الأطراف ببعضها، حتى تحقق لهم ما قد تحقق، وقدموا للجمهور لوحة فنية رائعة الشكل والمضمون تركت بصمة واضحة على جبهة تلك الأمسية الجميلة. وبعد إن ما سنخرج به أيها الأعزاء هو ضرورة قيامنا بالتالي: زيادة جرعة اهتمامنا بأقرب الناس إلينا؛ لنبث الدفء العائلي بيننا، ثم التعامل مع الآخرين بكثير من الثقة، التي لابد وأن تكون وإن اختلف المحيط الذي نتواجد فيه، وأخيراً تقدير الجهود. وفيما يتعلق بتقديري للجهود فسيكون من نصيب المركز الشبابي للفنون المسرحية بشكل عام، وهذه الأسماء بشكل خاص: السيد محمد البلم، السيدة سلوى، والفنانة حنان صادق. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]