11 سبتمبر 2025
تسجيل﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ آية تهز المشاعر هزا، وتزلزل الأرض من تحت قدم كل قاطع لرحمه، وتوجب على الجميع شدة الحذر وتوخي السلامة. الرحم هم الأقرباء في طرفي الرجل والمرأة من ناحية الأب والأم وصلتهم في الإحسان إليهم قولا وفعلا، ويدخل في ذلك زيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي في مصالحهم. فالمؤمن الحق يصل ولا يقطع، ولا يخفى على مسلم أن من فضائل صلة الرحم أنها من الإيمان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». وهي من وسائل زيادة الرزق والعمر معا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه». وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يمد له في عمره، ويوسع له في رزقه، ويدفع عنه ميتة السوء، فليتق الله وليصل رحمه». ومن أعظم فضائل صلة الرحم أنها سبب لصلة الله تعالى وإكرامه.عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله». ولا شك أن الصلة الحقيقة هي صلة من آذاك. فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها «. وعلى المسلم أن يحتسب الأجر في وصل من قطعه، وأن يقابل هجره بالصلة، وإساءته بالإحسان، وأن يعلم أن الله عز وجل مُعينه، وناصره. ومن فضل صلة الرحم أنها من أسباب دخول الجنة. قال صلى الله عليه وسلم: « يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» ثم إن قاطع الرحم ملعون قال الله تعالى: ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ).