10 سبتمبر 2025

تسجيل

تفريق دون تفكير

01 أبريل 2024

إحدى أقدس الشؤون الدنيوية الاجتماعية هي علاقة الزوج بزوجته فمن تلك العلاقة الشرعية يبدأ تكوين أول بذرة لعائلة متكاملة وتبدأ معها حياة تلك الأسرة. تكوين الأُسرة لها من الأهداف الكثير والتي لا تنتهي وان عددنا محاسنها ومشروعيتها والحث من الدين على الارتباط لتكوين الأسرة، ففي تكوين الأُسرة وإنجاب الأبناء وخروج تلك الأرواح للحياة للقيام بهدفها الأول لخلقها وهو عبادة الله عز وجل ومن ثم زيادة عدد المسلمين وزيادة القوة الإسلامية ضد أية مطامع غير إسلامية وعلو راية الإسلام، وفي تكوين الأسرة السليمة إثراء البشرية من تواجد كل ما يُكمل عجلة الحياة من أطباء، مهندسين، معلمين، وكل مهنه يحتاجها الإنسان. ولا تخلو الحياة العامة بطبيعتها من المصائب والصعوبات فما ظنك بارتباط شخصين مختلفين في التفكير والطبيعة البشرية، فلا بد من وجود أبواب للاختلافات والحكمة في معالجتها بالتفكير السوي واللين في التعامل. الدعوة الإيجابية ضرورة يجب أن يقوم بها المجتمع للمساعدة في تكوين حياة زوجية سليمة وإظهار قداسة الحياة الزوجية وإظهار ايجابيات الحياة الزوجية ودعوة الشباب إلى الزواج وتحمل المسؤولية، وبالمقابل عدم إظهار الجوانب السلبية من الزواج وجعلها هي الغالب في عقود الزواج إلا إن كان إظهار تلك الحالات للتثقيف وليتجنب الآخرون الوقوع فيها وايجاد الحلول لها إن وقعت ! فقد كثرت حالات الطلاق وكثر عزوف الشباب من الفئتين في عدم الرغبة في الزواج ولأسباب عدة ومنها عدم الرغبة في تحمل المسؤولية، ومنها ما يُشاع من سوء الحياة الزوجية والالتزام العائلي وصعوبة الحياة الزوجية من الأفراد ومن بعض الواجهات الإعلامية. ومن إحدى الدعوات السلبية التي نراها من بعض الدعاة هدانا الله واياهم عند سؤالهم عن بعض الواجبات الزوجية وبناءً على الاستفسار، فيحدثك ان ليست الزوجة مطالبة بتأمين طعام الزوج واعداده له ولا بغسل ملابسه ولاقت هذه الكلمات صدى لدى النساء وتم تداول هذه المادة بينهم ونشرت للازواج، وبالمقابل قام المحدث في هذا بعد اللغط الذي حدث بإظهار واجبات الزوج الشرعية من مأكل وملبس ومسكن فقط وأنه لا يتحمل علاج مرض زوجيه إن مرضت وليس ملزوماً براتب شهري لها الخ وبالأخير قام بنصح الطرفين. نعم اتت النصيحة في مكانها لاحقاً ولكن هناك بابا قد فتح وحدوث لغط كبير به. من واجبات المجتمع والدعاة وغيرهم الدعوة في اتجاه واحد وليس الضد ما بين الزوجين، وعودةً للمثال السابق فيكون الجواب عليه ان الحياة الزوجية هي حياة ألفة ومودة وهي قيام الطرفين بمساندة الطرف المقابل وأن تخلو العلاقة فيما بينهما من علاقة المنافسة وماذا يقدم كل طرف للآخر وكأنها حياة تستند على تجارة ربحية ومن منهم يحصل على مكتسبات أكبر من الآخر. وإلى الداعين والمُنفرين من الحياة الزوجية ودعوتهم إلى عدم الارتباط فهؤلاء فئة تسير بعكس الطبيعة البشرية التي من صفاتها الألفة ومحبة الترابط وتكوين مجتمعات صغيرة متآلفة وهي لبنة الأساس لكل مجتمع، فهذه الفئة تسير بعكس التيار ودعوتهم دعوة فاسدة وغير مصلحة ومفسدة للمجتمع. ولا ننكر وجود اشكاليات كبيرة وحالات كثيرة أدت إلى حالات الطلاق وتشتت الأبناء ووصولاً إلى الدعاوى القضائية وظهور ذلك للعلن وحدوث شرخ في المجتمع بسببها ولكن بالمقابل هناك عدد أكبر من حالات الزواج المستقرة والمنتجة للمجتمع ونشأت أبناء من بيئة عائلية سليمة تعمل على خدمة مجتمعاتها وأصبحت مستعدة وراغبة في تكوين أسرة سليمة لها وذلك لأنها نشأت في أساسها في جو عائلي سليم. أخيراً ظهور السيئ واكتساحه للواجهة لا يعني غلبته، ولكن غالباً يكون الأمر السيئ ظاهراً على السطح لأنه حدث على غير العادة وهو ما يبحث عنه الغالبية ( الإثارة ) وبعكس العلاقات السليمة فإنها لا تظهر للسطح لإنها علاقات سليمة حُصرت في مُحيط منزلها فيظن المرء عدم وجودها في المجتمعات.