24 سبتمبر 2025
تسجيلعكست حشود المصلين الفلسطينيين خلال أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، والذين وصل عددهم الى 250 ألف فلسطيني، وكذلك مشاركة نحو 150 ألف فلسطيني، في اداء صلاة العشاء والتراويح، امس، ردا فلسطينيا قويا على إجراءات حكومة الفصل العنصري لتهويد الاقصى وعزل مدينة القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني. لقد فشلت التضييقات الإسرائيلية المتواصلة لمنع المصلين من الوصول إلى القدس، والقيود المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال في وقف زحف الفلسطينيين للصلاة بالمسجد الأقصى في الجمعة الثانية من شهر رمضان، وخاصة أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة، سواء من خلال قرار منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ 55 عاما والنساء الأقل من 50 عاما، أو تكثيف نصب الحواجزالحديدية في كل الطرق لعرقلة المصلين من الوصول الى المسجد الأقصى، حيث جاء الحضور الكثيف استجابة للدعوات المقدسية، بضرورة تكثيف الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، لإحباط مخططات الاحتلال والمستوطنين، الساعية إلى تهويد المسجد والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة. إن شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك (أولى القبلتين) والتواجد الكبير في ساحاته في كل وقت، وأداء الصلاة والاعتكاف فيه، وجعله مكانا للسياحة الدينية للعائلات الفلسطينية هو ما يعزز الهوية العربية والإسلامية للمكان، وهو أقوى سلاح لاحباط مخططات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة في اشعال حرب دينية والسعي لتهويد المسجد الأقصى ومحاولات فرض سياسة الأمر الواقع. ولعل أبرز رسالة عكسها الزحف الحاشد للصلاة بالأقصى، أمس، هي التأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بالقدس عاصمة أبدية لدولتهم، وإفشال سياسة الاحتلال الإسرائيلي الرامية لفصل القدس عن محيطها وهويتها الفلسطينية وتبديد الوهم الاسرائيلي بتغيير هوية المدينة الحضارية الإسلامية، وهي كذلك رسالة بأن القدس مفتاح السلام والاستقرار، وهي جوهر وقلب الصراع فلا فلسطين بدون القدس ولا قدس بدون فلسطين.