21 سبتمبر 2025
تسجيلبعد مرور 300 يوم على الحصار الغادر الذي واجهته دولة قطر، من اقرب الدول إليها، ثم نجاحها الباهر، ليس في الصمود فحسب، وانما في تحويل هذه الأزمة، إلى فرصة للنجاح ولتحقيق الإنجازات والمكاسب على كل الأصعدة. ويمكن الاستشهاد هنا بقول الإمام الشافعي، جزى الله الشدائد كل خير، إذ كان في باطن هذه الأزمة خير كثير لدولة قطر ولشعبها، حيث أخرجت أفضل ما لدى الدولة، قيادة وشعبا، وأظهرت صلابة معدنها في وجه التحديات، وقدرة كل أجهزة الدولة والأداء الاحترافي والمميز والمتناغم بينها، تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الحكيمة، الذي قاد الشعب في ملحمة وطنية خالدة. عظمة القيادة والتفاف الشعب حولها لقد كانت مكاسب قطر من الأزمة، كبيرة في كل المجالات، إذ حققت بفضل إستراتيجيتها والحنكة السياسية التي أدارت بها الأزمة وثقتها في عدالة قضيتها، انتصارات دبلوماسية مذهلة وكسبت تأييدا دوليا غير مسبوق لموقفها في الأزمة، حيث أصبحت اليوم دولة قطر أقوى من أي وقت مضى، وأشد تماسكا ووحدة مما كانت عليه قبل الحصار. ما كسبته قطر من هذا التحدي أكبر مما يمكن حصره، لكن يمكن الاشارة الى أهم انجاز وهو محافظة دولة قطر على استقلالية سياساتها والدفاع عن سيادتها وتفعيل سياسة الاعتماد على الذات وتأمين وحدة الجبهة الداخلية، بجانب نجاحها في الانفتاح بشكل أكبر على كل دول العالم وتعزيز شراكاتها الإستراتيجية مع عدد كبير من الدول لاسيما مع الدول العظمى وتطوير وتعزيز قدراتها الدفاعية وتحالفاتها العسكرية.