13 سبتمبر 2025

تسجيل

بوكر

01 أبريل 2014

تعيد جائزة بوكر العربية السؤال من جديد إلى دائرة الاهتمام، السؤال الذي طرح مراراً عن دور الجوائز في تنمية الإبداع العربي، ودفعه إلى بقعة الضوء، فما الذي قدمته جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية في بلاد العرب أوطاني، وهل تقيس هذه الجوائز قيمة المنتج في السوق، وهل يباع من نسخ أي كتاب فائز بجائزة بالآلاف؟ هل يترجم إلى عشرات اللغات؟ أزعم أن الجوائز العربية قبل بوكر ظلت تدور في مدارات "المحلية الضيّقة"، فجوائز رياض الريس مثلاً لم تكمل مسارها، ثم إن الجائزة توقفت لتوقف المجلة (مجلة الناقد) عن الصدور، ولكن جوائز أخرى كسعاد الصباح والبابطين والشارقة وسلطان العويس وغيرها من الجوائز التي حملت أسماء أشخاص ومدن ومؤسسات ثقافية وسياسية، لم تغادر فتنتها الأولى، ونشوتها الإعلامية الأولى، قبل أن تنطلق سلسلة برامج الواقع، وتذهب إلى الفنّ من الغناء إلى الشعر، وجاءت مسابقة شاعر المليون وأمير الشعراء، لتسقط حجراً في المياه الراكدة، غير أن مسابقة أمير الشعراء استنفدت شعراءها في أربعة مواسم فقط، فاستهلكت الأسماء الشعرية الشابة التي تداولها المشهد الأدبي في العشرين السنة الأخيرة.في بوكر العربية ثار لغط كبير حول معاييرها التي تختلف من دورة إلى أخرى، ولكن ارتباطها بالبوكر العالمية أعطاها دفقاً متواصلاً، ولأن الهم الروائي المتعاظم في الوطن العربي يشدّ من أزرها، فمن واحة الغروب لبهاء طاهر إلى عزازيل يوسف زيدان إلى (ترمي بشرر) لعبده خال، إلى القوس والفراشة لمحمد الأشعري وطوق الحمام لرجاء عالم، إلى دروز بلغراد لربيع جابر إلى ساق البامبو لسعود السنعوسي يكون تراثا معتبرا قد تكون في هذه السنوات القليلة.أسماء روائية كبيرة ذات خبرة كبيرة في الرواية شاركت في أكثر من دورة مثل واسيني الأعرج وأمير تاج السرّ دون أن تتوج بالبوكر، ولكن المشغل الروائي لا يتوقف عند جائزة رغم أن الضجة التي تثار حولها أكبر من قيمتها، فمن يتذكر النقاش الذي دار حول إدارة الشاعرة جمانة حداد للمسابقة، أو السجال الدائر بين الروائية علوية صبح ونقاد الدورة التي شاركت روايتها (اسمه الغرام) فيها.. سجالات تثير شهية المواقع والصحف الباحثة عن إثارة ناعمة بعيداً عن إثارات الحروب.بعد فترة قليلة سيتعرف الجمهور المتابع فائزاً جديداً من بين ستة روائيين هم: خالد خليفة وروايته لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة للسوري خالد خليفة، وأحمد سعداوي فرانكشتين في بغداد، ويوسف فاضل عن رواية طائر أزرق نادر يحلق معي وإنعام كجة جي عن روايتها طشاري، تغريبة العبدي» المشهور، وعبد الرحيم لحبيبي عن روايته الحمرية.لاشك أن الفائز سيحظى بشلال ضوء عابر، ولكن الروايات العربية التي تشهد نسب توزيع عالية لا تمرّ من بوابة البوكر.