19 سبتمبر 2025
تسجيلقدمت تركيا، درساً جديداً في مسارها الديمقراطي ، بالاحتكام الى صناديق الاقتراع التي توجت حزب العدالة والتنمية بثقة الشعب، وحل الخلافات بوسائل مدنية، وباحترام الارادة السياسية، التي صعدت برئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، كقائد لتطلعات تركيا الحديثة، ونال صكا بقبول زعامته رغم ما واجهه من حملة شرسة من خصومه لدمغ حكمه بالفاسد، ويمثل هذا الفوز في الانتخابات البلدية تأييدا شعبيا واسعا للتوجه الاسلامي ولمنهج الوسطية، وبذلك نجح اردوغان في مهمته في الالتزام بقيم الديمقراطية والاحتكام الى ارادة الشعب.يظل النموذج التركي يتقدم يوما تلو يوم ،ويؤسس للحكم الراشد، وبناء دولة عصرية بمؤسسات قوية وفاعلة على قواعد الحرية والديمقراطية و تطوير الحياة السياسية والاجتماعية وتعزيز الروح المدنية بقيم اسلامية.عزز الشعب ثقته بحزب العدالة والتنمية، الذي اعاد تركيا الى مسارها الحضاري ،وتعزيز حكم القانون ودولة المؤسسات، والتجاوب مع دعم ثورات الربيع العربي، كما ان تجربة هذا الحزب بخلفيته الاسلامية تؤكد ان منهج الاعتدال يجد مكانة في العالم . وهذا في حد ذاته تحد في الحفاظ على هذا المنهج وتحقيق التقدم والازدهار، و السير على منهج الديمقراطية والحريات".فوز حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان، يحمل اكثر من دلالة ومعنى، وأظهرت النتائج الأولية حصول الحزب على 45.55%، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري (أكبر حزب معارض) نسبة 27.91%، أما حزب الحركة القومية (ثاني أكبر حزب معارض) فقد حصل على نسبة 15.16%، وحزب السلام والديمقراطية (ثالث أكبر حزب معارض) حصل على نسبة 4.02%، وتقاسمت بقية الأحزاب نسبة الـ7.36% المتبقية من الأصوات الصحيحة. ومن المؤشرات المهمة، تمكن حزب اردوغان من انتزاع الجائزة الكبرى بالحفاظ على الأغلبية في اسطنبول والظفر بأنقرة رغم ضراوة المنافسة، وقوة التحالف المضاد وحملات التشويه التى تعرض لها الحزب وحكومته ورموزه، قبل الانتخابات.في المحصلة، هذا الفوز سيكون له ما بعده، ومن مؤشراته الايجابية الآنية ، ارتفاع سعر الليرة التركية إلى اعلى مستوى، كما يعد بمثابة اعتراف بالانجازات والمكاسب التى تحققت على أرض الواقع خلال مرحلة قيادة اردوغان وتسييره لشؤون الحكم، وهو الآن مطالب بأن يحافظ على مسيرة الانجاز لتأكيد نجاعة منهج الاعتدال والتمسك بالهوية الاسلامية والاستمرار في مسار النهضة التركية.