قطر ودعم السلام وحقوق الإنسان

تتابع دولة قطر التصعيد العسكري في أوكرانيا بقلق بالغ، وهي تواصل الدعوة باستمرار إلى ضرورة انتهاج الحوار البناء والطرق الدبلوماسية لحل الأزمة في هذه المرحلة الحرجة، مع التأكيد على احترام سيادة واستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها في حدودها المعترف بها دولياً. وفي كلمة مسجلة أمام الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، عبّر سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، عن موقف دولة قطر الذي يشدد على ضرورة الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة للقانون الدولي، بما فيها الالتزامات بموجب الميثاق بتسوية المنازعات الدولية بالوسائل السلمية، والامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها، والالتزام بسيادة واستقلال الدول وسلامتها الإقليمية. ولم يغفل سعادته عن التنويه إلى إعطاء الأولوية القصوى لحماية المدنيين في هذه الظروف، وأهمية تضامن المجتمع الدولي ووضع خطط طارئة للاستجابة للتطورات المقلقة للوضع الانساني الذي سيواجه ملايين اللاجئين في حال استمرار التصعيد والتوتر. لقد استلهم العالم الكثير من الدروس والعبر من خلال معركته المستمرة مع تحديات جائحة كورونا، وفي مقدمة ذلك ضرورة العمل الجماعي، والتحلي بروح المسؤولية المشتركة لمواجهة التحديات والأزمات العالمية الكبرى، وهو الطريق الذي يمكن بفضله تعزيز وحماية حقوق الإنسان وإنجاز أهداف التنمية المستدامة لصالح كل الشعوب. إن رسالة دولة قطر من خلال جهودها على المستويين الوطني والدولي، تعكس حرصها على الأمن السلام والاستقرار من خلال التعاون متعدد الاطراف، ودعمها الكامل لمجلس حقوق الإنسان للقيام بدور فاعل في تعزيز الاحترام العالمي لقيم ومبادئ حقوق الإنسان، ومواجهة التحديات التي يشهدها العالم، التي تتطلب مزيداً من التعاون والعمل الجاد المشترك بين الجميع.