11 سبتمبر 2025

تسجيل

ارفع واكبس - 3

01 مارس 2021

في ظل غياب الوسائل الرقابية الصارمة على المال العام والثقة العمياء الزائدة عن الحد المقبول وفي ظل تمثيل البعض من المسؤولين بأنه حريص على مصلحة الوطن، وأن شعاره الصدق والأمانة والإخلاص والوفاء للجهة التي يعمل بها وفي وجود البهرجة الإعلامية لهم وهم يتحدثون عن المثالية في القول والفعل لذر الرماد في العيون، لكي يتركوا انطباعا عنهم بأنهم مثال يحتذى بهم في التفاني في خدمة البلاد والعباد. وهذا ما يجري في كثير من الدول في العالم الثالث الذي يعتقد فيه الكثيرون من ضعفاء النفوس في ظل غياب الوازع الديني والخوف من الله جل جلاله بأن المال العام هو مهدور الدم وأخذه مُباح!. وهناك اعتقاد آخر لدى البعض في الدول الغنية بالذات بأن الدولة ليست في حاجة للرسوم ومدخولها، فلديها الكثير من المال وفوائضه فيحلله لنفسه ولشبكاته العنكبوتية ! فكم من المليارات تُسرق من الدول ولا يعلم أحد عنها شيئا بوسائل احترافية وبطرق عصابات المافيا وبوسائل ثعلبية ماكرة وخادعة، ومنها تسجيل الأملاك المسروقة باسم الغير وإخفاء الأموال في المنازل لكي لا يُكشف أمرها في البنوك لضخامتها أو أن يوجه له السؤال الغائب الذي لم يتم تفعيله وهو: من أين لك هذا؟ فالذي يُكتَشف من هذه السرقات والاختلاسات عادة عن طريق الصدفة أو بسبب اختلاف اللصوص على تقسيم الغنائم فيما بينهم أو تفوح رائحتهم النتنة، والبعض من الذين أثراهم الله من فضله بأموال لا تُعد ولا تُحصى، وقد سمحت لهم الدول بأخذ ماركات تجارية تدر عليهم أرباحا كماء المطر من كثرتها أصبحوا يمارسون مختلف أنواع الفساد والتي انتشرت انتشار النار في الهشيم، ويحصلون مقابل ذلك على مبتغاهم من التهرب من دفع الرسوم للدولة والتي هي في الأصل سبب مباشر في ثرائهم، أو مقابل أخذ أشياء وأشياء من ممتلكاتها بطرق غير قانونية وبأثمان بخسة. فالدول تبحث عن زيادة مدخولها من جهة وهؤلاء الحرامية يسرقونها من جهة أخرى يعني يا أبو زيد كأنك ما غزيت ! فعندما ترى أحدهم كان لا يملك شيئا وفجأة أصبح ثريا جداً وتبدل حاله مائة درجة فهل وجد مغارة علي بابا أو خرزة الهدهد أو الفانوس السحري، أو يتقاضى راتبه بالبيتكوين أو بعملة أهل المريخ التي لا نعرفها ؟! وآخر الكلام هناك أوطان لا تستحق إلا الوفاء من أبنائها ومن يقيم على ترابها؛ فلقد أكرمتهم برواتب مجزية وبهبات وبعطايا كبيرة، وجعلت لهم مكانة اجتماعية ومرموقة، فهل هذه الأفعال جزاء هذا الإحسان ؟؟. [email protected]