18 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر .. الخروج على النص

01 مارس 2015

بعد شهر من قرار المحاكم المصرية بإدراج كتائب الشهيد عز الدين القسام على قائمة المنظمات التي تعتبرها مصر "إرهابية"، ها هي المحاكم ذاتها تمضي خطوة أخرى لتقضي بإدراج حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) كجماعة "إرهابية‬". ويبدو هذا الحكم الذي أصدرته أمس محكمة القاهرة للأمور المستعجلة وألزمت فيه وزير الخارجية المصري بمخاطبة جميع دول العالم باعتبار حماس منظمة إرهابية، وكذا كل من ينتمي إليها أو يدعمها مادياً أو معنوياً، مثيراً للدهشة والاستغراب؛ كونه يصدر من محكمة في دولة عربية كبرى يفترض فيها أنها قائدة ورائدة في تقديم الدعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.ومن الأسف، أن هذا القرار الذي يتماهى مع دولة الكيان الصهيوني تماماً، يأتي في وقت بدأت تتسع فيه دائرة الاعتراف بالحق الفلسطيني والدولة الفلسطينية على مستوى العالم، حيث تتداعى الدول الأوروبية وبرلماناتها والدول اللاتينية للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.ويبدو القرار كذلك مثيراً للصدمة والاستهجان، كون الشعب الفلسطيني كان يتوقع أن تتصدر مصر الصفوف في التعاون معه على التصدي لجرائم الاحتلال والمساعدة على رفع المعاناة التي يعيشها نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة، لا أن تصبح صديقاً للعدو الصهيوني وطرفاً من الأطراف التي تزيد من معاناتهم من خلال المشاركة في الحصار الظالم المفروض عليهم والمساعدة على ضرب المقاومة الوطنية التي لم يعرف سلاحها هدفاً سوى الدفاع عن الحق الفلسطيني في مواجهة عدوان وبغي الاحتلال.ومن الثابت أن المقاومة ضد الاحتلال ورد العدوان هو حق شرعي تثبته كافة الشرائع السماوية والقوانين الدولية على حد سواء، وهو ما تقوم به حماس والقوى الوطنية الفلسطينية، مثلما كانت تقوم به حركات التحرر الوطني في كل أنحاء العالم.إن الأمة الإسلامية والعربية شعوباً وحكاماً مطالبة اليوم بالضغط على السلطات المصرية لمعالجة مثل هذه القرارات التي تسيء لمصر ودورها الرائد في دعم القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني.