11 سبتمبر 2025
تسجيلتحدثنا في الأسبوع الماضي عن إيجابيات اختيار الشاب لشريكة حياته وقلنا إن الشاب حين يختار زوجته بنفسه فإنه يحقق بذلك فوائد قد لا تتحقق له حين يتزوج بالطريقة التقليدية المعتادة، وعلى الناحية الأخرى فإن لهذا النوع من الاختيار سلبيات قد لا يتعرض لها الجميع بالطبع، فكل حالة زواج لها خصوصيتها ولها اختلاف أحوالها، ولكن نتكلم بالعموم عن كثير من الزيجات التي تتم بهذه الطريقة.حين يختار الشاب بنفسه فإنه قد لا يتعمق بما يجب أن يعرفه عن الفتاة، فقد يكتفي في كثير من الأحوال بأمور خارجية من شكل وطريقة تعامل وأمور قشرية أخرى ويغيب عنه التحقق من دينها والتزامها بمبادئ الإسلام الحنيف، والقيم العريقة التي تعد أساساً قوياً جداً تبنى عليه البيوت، وقد لا يدركها الكثير من الشباب فتبنى أسرهم على أسس واهنة وسرعان ما تنهار هذه البيوت العنكبوتية .وحين يختار الشاب شريكة حياته قد يحدث ذلك شرخاً في عائلته، حيث تتمنى كثير من الأمهات والأهالي الاختيار، ولكن حين لا يتسنى لهم ذلك فإن مشاكل قد تقع بينهم وتحدث صدعاً قد يتسع مع مرور الأيام والسنوات حتى يودي بهذه الأسرة التي كان من المفترض أن تكون لبنة قوية في صناعة المجتمع الإيجابي القويم.وقد يجعل الزواج باختيار الشاب الطرفين تحت المجهر أكثر مما قد يجب، فعلى أرض الواقع حين يتم هذا النوع من الزواج فإن كثيراً من المحيطين بهم يتطلعون لكل تفاصيل هذا الزواج بعيون مجهرية تجعل من أخطائهم الصغيرة أخطاء ضخمة لا تغتفر، وتجعل كثيرا من المحيطين يتدخلون بكل التفاصيل العامة والخاصة، ما يحدث ضعفاً وأمواجاً يكون تأثيرها مرتبطاً بمقدار الثقة بين الزوجين ومدى قدرتهما على تجاوز تلك الهزات والتغاضي عنها لإكمال مشوار الحياة.وبين إيجابيات وسلبيات اختيار الشاب للزوجة يبقى لكل حالة تفاصيلها المختلفة، ويبقى هذا الأمر راجعاً لقدرة الشاب على اتخاذ القرار الصائب، ومدى وعيه بمقاييس الاختيار الصحيح المعتمد على وصية نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".