15 سبتمبر 2025
تسجيلإعداد طاقات ناجحة ومثالية يمكنها تغيير المجتمع للأفضل مَهَمةٌ صعبة جداً، ولا يُستهان بها ألبتة؛ لأنها تضع كل قائم عليها وسط جملة من التحديات التي تجبره على استثمار كل ما يملكه من معطيات؛ لتنفيذها تلك المَهَمة بسلام، والخروج بمخرجات تليق بحجم الإنجازات التي يحتاجها المجتمع، والمعروف أن هذه المَهَمة تقع على عاتق مجموعة من الأطراف المعنية بالأمر، والمسؤولة عنه مسؤولية مشتركة، يقع النصيب الأكبر منها على الوالدين، خاصة أن هذه المهمة تبدأ منهما، مما يجعلها تُعرف بـ (مهمة الوالدية)، أي تلك التي تبدأ لحظة دخول الأبناء إلى هذه الحياة وتنتهي حين يشاء الله ذلك، وهو ما يعني أنها مهمة لا تتوقف أو تنتهي مهما كانت الظروف، والحق أن استمرار هذه المَهَمة مع تواصل ظهور المفاجآت غير المتوقعة يُصيب المرء بالإحباط، ولكن تظل العزيمة على تحقيق الهدف الذي أطل بغرة هذا المقال قادرة على شحن القلوب، وتحميلها على المقاومة حتى يتحقق لنا ولها المراد. إن الإحباط الذي يفترس راحة البال ويهدد بنزع صمام الأمان، فيجعل مهمة الوالدية في خطر، يستحق منا الوقوف عليه، فتأثر أسرة واحدة يمكن أن يمتد إلى البقية، وامتداد رقعة الآثار السلبية تلك يمكن أن يهدد المجتمع وإن كان ذلك بعد حين، ولعل من أهم أسباب انتشار مثل هذا الإحباط (التنمر) الذي طالما سلطت الضوء عليه من خلال هذه الصفحة الأسبوعية؛ بسبب الخطر الذي يبثه في العديد من الأطراف أهمها الأبناء، الذين يتأثرون وإن لم يظهر الأثر جلياً عليهم في حينه، ولكنه سيظهر مع مرور الوقت، والخوف من الآثار حين تظهر فيما بعد؛ لتؤثر على السلوك العام. ثم الآباء الذين يعانون بسبب معاناة أبنائهم؛ ليصبح الجو ملوثاً بشحنات سلبية ستؤثر على الجميع، بشكل سيؤثر على رغبتهم بالعطاء، وهو ما سيؤثر أيضاً على المجتمع؛ لنعود بذلك إلى الهدف الذي نريد تحقيقه من أجله، غير أننا لن نتمكن من تقديم أي شيء.(التنمر) لحظات قاسية إن لم تمت في مهدها ومنذ البداية فستمتد؛ لتأخذها الضحية إلى محطات لاحقة، ستؤثر ودون شك على شخصيتها، التي قد تتمكن من معالجة الأمر بشكل صحيح، وقد لا تفعل؛ لتُحسب بذلك على قائمة خيبة (المجتمع)، الذي يحتاج لمن يقدم له الأفضل وبأفضل ما يكون، وهو ما يمكننا تقديمه إن أدركنا ما لنا وما علينا ومنذ البداية المطلقة، التي يجدر فيها وبكل مسؤول اتخاذ القرار المناسب أمام موقف يربطه بطفل يعاني من التنمر، ويحتاج لمساعدة فعلية تنقذه من ذلك. هناك من يحسب أن التنمر مجرد لعبة يلعبها الأطفال؛ ولأنها كذلك فهو لا يقبل بأن يتنازل وينزل من مستواه؛ كي يدرك حقيقة ما يحدث في عالم الصغار، في حين أن التنازل والنزول؛ لمعرفة ما يحدث سيوفر الكثير على الكثير، ويكفي أننا لن نعيش في المستقبل البعيد من أجل سماع هذه العبارة (ليته لم يكن يوماً)، وهو ما لن يهم حينها؛ لأننا لم نبادر منذ البداية؛ لمعرفة ما يجري، ولكن يمكننا معالجة الأمر حينها وبكثير من الجهد الذي سنحتاج إليه؛ كي نبذله ونصحح به الموقف، الذي كان ومن الممكن ألا يكون.أيها الأحبة: ملف (التنمر) من الملفات الشائكة التي تهدد أمن وأمان الأفراد، فالصغير سيكبر، وما عانى منه بالأمس قد يفرضه اليوم على الآخرين إن لم يجد من يقف إلى جانبه ويعالج الموقف كما ذكرت سلفا؛ ولأن هدف المحافظة على أمن المجتمع هو هدف الزاوية الثالثة فلا شك أنها لن تُفلت الموضوع دون التطرق إليه، فهو ما سيكون لنا هذا اليوم وسندرك معه كيفية حماية الأبناء من خطر التنمر، فإليكم ما هو لكم.لحظات من فضلكمكبادرة إنسانية لطيفة من الزاوية الثالثة تهدف من خلالها إلى خلق علاقات أسرية طيبة، فلقد قررت تخصيص زاوية صغيرة المساحة كبيرة المحتوى بعنوان (بأنامل صغيرة)، توجه رسالة أسبوعية من الأبناء إلى الآباء؛ تُخبرهم ومن خلالها بما يحدث معهم، وما يحتاجون إليه. من همسات الزاوية الثالثةما كان من الأمس فهو للأمس، والأخطاء التي خرجت بها من قبل ستُضاف لحصيلتك من هذه الحياة، وكل ما عليك فعله في القادم هو التفكير ولكن من زاوية أخرى تُجنبك ارتكاب ذات الأخطاء، وتجعلك تدرك جديداً ستبتهج معه حياتك من جديد. وأخيراً إن لم تكن تنصت لصغيرك حين يُخبرك بهمومه الصغيرة فلتدرك أنه الخطأ الواجب عليك تصحيحه بمجرد أن تدرك ذلك، فهو ما تحتاجه؛ كي تكسبه قبل أن تنفلت الأمور وتخرج عن السيطرة لا قدر الله ذلك.